نون والقلم

محمود دشيشة يكتب: مصر و تركيا علي خط المواجهة في ليبيا

تتطور الأحداث في الحرب الليبية يوما بعد يوم و تزداد اشتعالاً و تنذر بمواجهة علي الأرض بين مصر و تركيا، فبعد أن تقدم الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر تجاه طرابلس و حقق العديد من النجاحات في طريقه للعاصمة الليبية، عادت قوات الوفاق التي يدعمها تنظيم الإخوان و تركيا و قطر و سيطرت علي مدينة غريان التي تبعد عن طرابلس حوالي ثمانين كيلو متر، و اعترفت قوات الجيش الليبي بخسارتها مدينة غريان بسبب الدعم العسكري بالسلاح و طائرات بدون طيار و خبراء عسكريين أتراك شاركوا في هذه الحملة، وأن هناك خيانة من داخل المدينة لصالح قوات الوفاق  .

ما حدث لم يكن مفاجئا للخبراء في الشأن الليبي لأن الجميع يعلم أن معركة طرابلس هي المعركة الأخيرة لتنظيم الأخوان و أعوانه في ليبيا، و لذلك تجمعت كل ميلشيات الإرهاب في طرابلس سواء من سوريا التي خسروا المعركة فيها ضد الجيش النظامي السوري و قوات روسيا و ميلشيات إيران أو من كانوا متفرقين في ليبيا كلهم اتحدوا ضد حفتر لأنه الآن يحاربهم في أخر مدينة ولو سقطت ستكون نهايتهم الحتمية فأصبحت معركة حتى الممات بالنسبة لهم، و النظام التركي يدرك أن طرابلس لو سقطت فلن يستطيع التواجد في شمال إفريقيا علي البحر المتوسط الذي اشتعلت معركة الغاز الطبيعي فيه و أصبحت المواجهة فيه واضحة بين مصر و تركيا كما أن مصر استطاعت جمع و توحيد الموقف بينها و بين تونس و الجزائر و اتفقوا علي دعم ليبيا موحدة و بجيش واحد، ولكن موقف أوروبا مازال يساهم في استمرار الحرب في ليبيا فكلا من ايطاليا و بريطانيا مصالحهما مع جبهة الوفاق بقيادة السراج و هي التي يحارب تنظيم الأخوان في صفها و فرنسا داعمة لحفتر وحتى الآن لم تتوصل مصر و ايطاليا لموقف موحد حتى الآن رغم المصالح الاقتصادية الضخمة التي تربط بينهما في استخراج الغاز من شرق البحر الأبيض المتوسط ورغم اللقاءات المتعددة علي مستوي الرؤساء و رؤساء الوزراء و الخارجية المتعددة بين الدولتين .

و التطور الأخير في الموقف هو البيان الصادر عن الجيش الليبي يعلن فيه استهداف أي سفينة أو طائرة تركية أو أي تركي متواجد علي الأرض الليبية أو في المياه الإقليمية الليبية و هو إعلان حرب صريح وواضح ضد  تركيا و قواتها البحرية، وتعلم تركيا أن الجيش الليبي مدعوما من مصر و الإمارات قادر علي تنفيذ التهديد و هو ما يعني أن تركيا قد تورطت فعليا في الحرب في ليبيا علي بعد ألاف الكيلومترات من حدودها هذا غير الحرب في سوريا و هي مشاركة فيها ضد الأكراد وضد النظام السوري و لها قوات مسلحة في قطر تقدر بالآلاف لحمايتها و لها قوات بحرية جوية لحماية التنقيب عن الغاز في قبرص الجنوبية التي لم يعترف بها في العالم كله إلا تركيا فقط مما جعلها في حالة صراع دائم مع قبرص و اليونان فكيف سينتهي الحال مع تركيا في صراعاتها التي لا تنتهي .

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى