تصريحات وزير الخارجية المصري سامح شكري، أن مصر لن تتنازل عن حبة رمل واحدة من سيناء لأي دولة هي رصاصة قاتلة لما يسمي بصفقة القرن و مؤتمر المنامة بالبحرين لأنها تصريحات واضحة لا غموض فيها وصادرة من وزير بحجم « شكري» الذي تولي حقيبة الخارجية منذ ٢٠١٤ و حتى الآن .
الخارجية المصرية مدرسة سياسية وطنية رصينة تعلم علم اليقين أن مصر محور قوي في الشرق الأوسط كله، وأن مصر دائما لا تقبل تجاوز السياسات المستقرة لها وأولها دعم القضايا العربية، وتولي وزاراتها العديد من القمم السياسية لعل أشهرهم الوزراء عمرو موسي وعصمت عبد المجيد ومحمود رياض ومحمد حسن الزيات وغيرهم الكثير من قامات الدبلوماسية المصرية .
لا يستطيع أحد مهما كان أن ينكر أن مصر هي من حملت أمانة الدفاع عن القضية الفلسطينية وبسببها خاضت مصر الحروب و قدمت عشرات الآلاف من الشهداء و تأخر نموها الاقتصادي كثيرا بسبب تلك الحروب منذ صدور وعد بلفور المشئوم في ١٩١٧ وحتى أخر الحروب بين مصر والكيان الصهيوني انتصار أكتوبر ١٩٧٣، و لكن تلك الحروب أخذت شكلا آخر و هي حروب الإرهاب و هو ما نعيشه الآن في مصر وسوريا والعراق واليمن والسعودية والأمارات وليبيا، ونجحت في تفتيت بعض الدول العربية و تستخدم فيها بشكل كبير وسائل الأعلام و الفضائيات و وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تستخدم بشكل كبير في البلبلة ونشر الأخبار الكاذبة فكان لابد للخارجية المصرية أن تفصح وبلهجة حاسمة أن مصر لن تفرط في حبة رمل واحدة من سيناء وهو ما يعني أن كل المشروعات والخرائط المزعومة والتي تم طرحها في مؤتمر المنامة وهم أو مشروع ولد ميتا لأن صانعيه أدركوا أن الشعوب العربية مستيقظة وأيضا الرد الرسمي من وزارة الخارجية المصرية القاطع جعل من المؤتمر مسخ لا يعني شيئا .
لا أحد ينكر أن الدبلوماسية المصرية بقيادة الوزير سامح شكري بذلت جهودا غير عادية عادت فيها مصر لوضعها الطبيعي في قارة أفريقيا كرئيس الاتحاد الإفريقي وحافظ علي عمق العلاقات بين مصر وإثيوبيا رغم الخلاف العميق الذي حدث بسبب إقامة إثيوبيا سد النهضة علي منابع النيل وجعل العلاقة تصل إلي درجة كبيرة من السوء، ولكن الخارجية المصرية كسبت هذه المعركة واستمرت العلاقات بين الدولتين علي أحسن ما يكون و كذلك العلاقات الأوربية المصرية رغم الأزمات التي مرت خلال السنوات الماضية ومازال التعاون قائم علي أفضل الأوجه ومازالت الدبلوماسية المصرية بقيادة شكري تحافظ علي علاقات متوازنة وعلي مصالح مصر مع أمريكا وروسيا في نفس الوقت واستقلال للسياسة المصرية الدولية ولذا وجب علينا أن نقدم كل التحية للخارجية المصرية .