يقام مؤتمر في المنامة عاصمة البحرين يومي ٢٥ و ٢٦ يونيه القادم مؤتمرا يقال انه اقتصادي والحقيقة أنه خطوة علي طريق الانتهاء من القضية الفلسطينية برعاية أمريكية ويبذل الرئيس الأمريكي كل جهوده لخدمة الكيان الصهيوني خلال فترة رئاسته الحالية واتخذ فيها قرارات لم يجرؤ رئيس أمريكي علي الاقتراب منها وأهمها نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس العربية و هو اعتراف أمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل وكذلك الاعتراف بالجولان السورية المحتلة كجزء من إسرائيل و الآن حان دور تصفية القضية الفلسطينية نفسها فلا حق للعودة و ليس هناك قضية لاجئين و لكن قليل من أموال الخليج يوزعها علي الفلسطينيين وجزء للأردن و جزء لمصر .. وهذا هو الوهم بعينه .
ترامب و صهره جاريد كوشنر يعتمدون علي أن الدول العربية في أسوأ عصورها وهي تعاني الضعف والهوان نتيجة الحروب التي فتتها واستنزفت ثرواتها وأنها فرصتهم لأن الفلسطينيين أنفسهم منقسمون وكل دولة عربية لها خصومة و حروب مع دول أخري .
خريطة الدول العربية واضحة ولا تخفي علي أحد ولم تعد القضية الفلسطينية هي القضية الوحيدة أو الرئيسية للوطن العربي فالكل غارق في مشاكله و حروبه و المشاكل الاقتصادية التي أغرقت بعض الدول العربية في الديون و البعض الآخر ليس له هم إلا عقد صفقات السلاح لحماية أراضيه أما من الخطر الإيراني أو من الحوثيين في اليمن أو الإرهابيين في ليبيا أو الحرب الدائرة في سوريا والتي أكلت الأخضر واليابس فيها أو محاربة الإرهاب في سيناء و مواجهة أطماع تركيا في غاز البحر المتوسط .
كل الدول العربية غارقة في همومها هذه حقيقة ولكن الشعوب العربية مازالت مستيقظة وواعية وتعلم أن أمريكا و الغرب في خدمة إسرائيل للقضاء علي الأمة العربية و تحويلها إلي دويلات ضعيفة أو أشباه دول ولذلك فكل الخطط والقرارات الأمريكية لن يكتب لها النجاح حتى لو زار الصهاينة بعض الدول العربية وحتى لو تجرأ البعض وأقام مشروعات اقتصادية مشتركة مع العدو الصهيوني إلا أن الشعوب العربية تعرف أن هذا خيانة للدين والوطنية العربية ومهما حاولوا تكسير ثوابت الشعوب العربية فسنظل نعلمها لأولادنا والأجيال القادمة أن عدونا الأول هو إسرائيل و حارسها الأول أمريكا ومن وراءهم الغرب وأن المعركة معركة وجود و ليست معركة حدود وسنعلمهم أن قائد الجيش الفرنسي عندما احتلوا سوريا وضع رجله علي قبر الناصر صلاح الدين الأيوبي وقال ها قد عدنا يا صلاح الدين بعد مرور مئات السنوات من انتهاء الحروب الصليبية بهزيمة الصليبيين علي يد الظافر الناصر صلاح الدين الأيوبي كما خرج علينا الرئيس الأمريكي جورج بوش بعد ضرب البرجين في نيويورك في سبتمبر ٢٠٠١ و قال الآن تبدأ الحرب الصليبية الثالثة ثم عاد و قال أنها زلة لسان وخطأ غير مقصود ولكن ما حدث بعد ذلك من تدمير أفغانستان و احتلال العراق وتفتيت سوريا وتقسيم السودان لدولتين أكبر دليل علي أن ما قالوه ينفذونه علي أرض الواقع وكان من نتائجه عشرات الملايين من اللاجئين العرب و المسلمين .
ليس أمام الزعماء العرب إلا مقاومة الرغبة الأمريكية الشديدة في تحقيق أكبر مكاسب لإسرائيل علي حساب كل الدول العربية في هذه الفترة العصيبة من التاريخ والتي لن تنتهي إلا بهزيمة ترامب ورفاقه ما دمنا كشعوب عربية متيقظين ثابتين علي عروبتنا وديننا الحنيف وأن لا ينسوا أن من يتغطي والأمريكان فهو عريان ولن يكونوا أعز علي أمريكا من الزعماء الذين كانوا وضاعوا بعد أن تخلي الأمريكان عنهم وعلي رأسهم شاه إيران رجل أمريكا القوي في الشرق الأوسط و باعوه لصالح الأمام الخميني خصمه اللدود .