يستغل تنظيم الأخوان المسلمين كل الوسائل وكل الأحداث لصناعة أساطيرهم .. لا استثناء عندهم ولا حتى الموت.. إذا مات أحد منهم أو متعاطف معهم فهو شهيد و إذا مات من ليس معهم فهو الهالك.
كلاهما مات ولكنهم جعلوا أحدهما شهيد والأخر هالك فمثلا مات محمد مرسي فكانت الحملات الإعلامية علي الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي تصفه بالرئيس الشهيد الذي مات ميتة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه و أرضاه .. وقتلوا الرئيس السادات فكانت الاحتفالات لا تنتهي عندهم وأحيوا هذه الاحتفالات عندما تولوا حكم مصر وكان الرئيس فيها محمد مرسي فاحتفلوا بذكري انتصار السادس من أكتوبر وجلس قتلة السادات في المقصورة وخرجت سيارة السادات التي كانت يستقلها يوم قتلوه وطافوا بها الإستاد .. جلالة الموت عندهم لهم وحدهم و ليست لأحد غيرهم .
دارت الحرب منذ يومين علي الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي بين مكونات تنظيم الأخوان و بين من يكرهون الإخوان وكان هناك فريق كبير يتابع تلك المعركة ووقع بعضهم في الفخ فبدا و كأنه تعاطف مع موقف الإخوان والحقيقة أنه تعاطف مع جلالة الموت والتي تربينا علي أن لها قدسية و مهابة و ما كان لأحد أن يقول هذا في الجنة و هذا في النار فهذه أمور لا يعلمها إلا الله وتعلمنا أنه لا شماتة في الموت ولا شفاعة .
ولو رجعنا قليلا لما يصدر من كوادر الإخوان سنجد أنهم فعلا يعلمون أن للموت مهابة وجلالة ولكنها لهم فقط وأنصارهم وكذلك لقب الشهيد فقد أصبح لقبا علي المشاع و هم أيضا يعتبرون أنفسهم مصدرا من مصادر إضفاء اللقب علي كل من يسقط منهم أو ممن يرضون عنه أو يسحبونه ممن ليس في صفهم ولا عزاء عندهم ولا حزن علي أولادنا الذين يسقطون شهداء في حربهم ضد الإرهاب وهم في ريعان شبابهم بل ودائما ما يشككون في ظروف استشادهم علي كافة وسائل التواصل الاجتماعي .
في الماضي القريب حاولوا صنع أسطورة رابعة العدوية بعد فض اعتصامهم هناك و استمروا في سرد أحداثها وأنتجوا عشرات الأفلام التسجيلية عنها و أقاموا عشرات المؤتمرات ومئات بل ألاف الساعات من البث المباشر والتسجيلي عن فض رابعة وسموها المذبحة والمجزرة و استخدموا كل المنظمات الدولية التي أنشأها تنظيم الإخوان أو من نجحوا في تجنيدهم و استخدموا الصحف الغربية و أنفقوا بسخاء لضرب مصر في كل الأنشطة باستخدام أسطورة رابعة التي ظنوا أنهم نجحوا في صنعها و رغم ذلك لم تثمر معهم في تحقيق أي شيء فأن الأوان لاستغلال وفاة مرسي لصناعة أسطورة جديدة تضفي عليهم ثوب المظلومية التي فقدوها وحتى يستعيدوا شريحة من الشعب المصري فقدوها خلال السنوات السابقة وهو ما نحذر منه لأنهم لا يتركون أي فرصة إلا وحاولوا الاستفادة منها خاصة و أنهم لازالوا يبحثون عمن يتحالف معهم لمحاولة العودة للشارع ولا يجدون ظهيرا.
حتى الآن لا احد يثق فيهم ولكنهم يستغلون الظروف الاقتصادية الصعبة لمحاولة اكتساب تعاطف معهم لأنهم أدركوا حقيقة أنهم بدون الشعب لا قيمة لهم ولا قيمة لسلاح الإرهاب في التأثير علي الدولة فلا مانع من استخدام موت مرسي أو موت أي أحد من الإخوان أو من خارج الإخوان لزيادة التعاطف معهم ولو مات مرسي في السجن و ليس في المحكمة بعد إلقاء كلمته لصنعوا حول موته أفلاما تسجيلية أخري لتخليد أسطورة محمد مرسي.
أخيرا لا ننسي أبدا أن تنظيم الإخوان و كوادره دائما ما يظهرون الشماتة و الفرحة إذا استطاعوا عندما يسقط أبناءنا شهداء رحمهم الله وغفر لهم و أنزل علي أهلهم الصبر و السلوان ولكن لا شماتة في الموت .