عندما نضع هذه الدول الأربع العربية الإسلامية، فلابد أن تربط بين ما يحدث فيها من حروب و بين ما فقده العالم العربي والإسلامي من ملايين الضحايا ومئات المليارات من الدولارات أي أن الخسائر بشرية ومادية ومزيد من التخلف ومزيد من خسارة أراضي الدولة نفسها فقد خسر السودان جزءا كبيرا من أرض السودان و أصبح دولة جنوب السودان .
سبق الدول الأربع دولتي العراق والكويت فقد نجت دولة الكويت من الضياع للأبد و لكنها خسرت مئات المليارات في تحريرها ثم إعادة اعمارها وسقط العراق تحت الاحتلال الأمريكي المباشر وتحول من الدولة الخليجية الأغنى إلي دولة تعاني من ويلات الفقر ومازال الاحتلال فيها مستمرا وما عاد العراق كما كان فقد أخطأ قائده وهوي به إلي ما أصبح عليه الآن .
السؤال الآن أين قادة هذه الدول البشير و علي عبدالله صالح و القذافي و بشار الأسد .. كلهم رحلوا إلا بشار الأسد مازال يستكمل مهمته في تفتيت سوريا وتهجير أهلها وتغيير الديموغرافيا السكانية فيها ولا أري علي المدى القريب أن تعود سوريا كما كانت كدولة موحدة كما كانت ولن يخرج الجيش الروسي من القواعد التي أقتطعها علي البحر المتوسط من سوريا أبدا ولن يخرج الحرس الثوري الإيراني خالي الوفاض منها وقد لا يخرج مثل الروس وبالطبع لن تترك تركيا الأكراد يعلنون دولة للأكراد في سوريا ثم تمتد للأكراد في تركيا وبالتالي لن يخرجوا من سوريا هذا عدا الميلشيات والحركات المسلحة التي مازالت تحارب حتى الآن علي الأرض ولم تنتهي معركتهم حتى الآن .
اليمن ما زالت الحرب فيها كر و فر و دخلت إلي السنة الخامسة وطرفي الحرب قواتهم تتراوح مكانها تقريبا ولا يبدوا أن هناك حل عسكري يحسم هذه الحرب والأمر الواقع فرض نفسه و لا ندري متى سيقبل طرفي الحرب الجلوس علي مائدة التفاوض ومتى يدركون أنهم يخربون بيوتهم بأيديهم أم أن مسلسل التفتيت لم يتم في اليمن فلن يجلس أحد.
أما ليبيا التي قرر كل الفارون من جبهات القتال في سوريا و العراق التجمع فيها فما زالت الأمور فيها تتجه نحو نجاح شعار توحيد ليبيا التي يرفع رايتها خليفة حفتر و هو يخوض معركة طرابلس و التي ظهر فيها الدعم التركي و القطري علنا ضده و لكن القتال مازال مستمرا فيها ولا أحد يدري ماذا سيحدث في ليبيا.
المحصلة أن الشعوب العربية هي وحدها التي تدفع الثمن و هي وحدها التي تتشرد في بقاع الدنيا كلها و إذا بحثت فلن تجد أن ما يحدث ما هو إلا مخطط يتم تنفيذه لصالح العدو الأول لكل العرب إسرائيل فهي هانئة و تعيش عصرها الذهبي في الراحة تخلصت من الجيش العراقي القوي المزعج لها والذي شارك في كل الحروب ضدها ثم تخلصت من الجيش السوري والذي لم يطلق عليها منذ انتهاء حرب أكتوبر ١٩٧٣ و لكنه جيش منظم ثم استنزفت الثروات العربية الخليجية في حربي الخليج الأولي و الثانية ثم حرب اليمن ثم ما يدفعه الخليج الآن بسبب الصراع الخليجي الإيراني و مازال النزيف مستمرا .
السؤال الآن وللقادة العرب لماذا تحاربون و لماذا تبقي الحروب دائرة ولا خروج منها .. ألم تدركوا أنكم تحاربون لصالح أعدائكم.. أليس فيكم من يخرج ليقول هيا نوقف القتال العربي العربي فكلنا خاسرون.