نون– خبيرة فلسطينية في العلاقات العامة
ينتظر عملاء وكالات العلاقات العامة الحصول على الاستشارات والنصائح التي تتعلق بمختلف جوانب عملياتهم، كما أن العملاء أنفسهم يريدون من وكالات العلاقات العامة إطلاعهم على أحدث الاتجاهات والتوصيات التي تصدرها الحكومات للتوافق معها عند تطبيق المشروعات والبرامج.
وبما أن الاقتصاد الأخضر أصبح ضرورة ملحة يتعين مجاراة مبادراته المتلاحقة، فإن عملاء هذه الوكالات يتجهون إلى اتخاذ إجراءات جذرية، للتناغم التام مع المناخ السائد، حتى لا يكونوا بمعزل عن منافسيهم.
في هذا الإطار، ظهرت تقنيات كثيرة تدعم العملاء في أي قرارات تتعلق بتبني المبادرات الخضراء، منها على سبيل المثال التعامل والعمل عن بعد، ليس فقط مع الموردين والشركاء، وإنما مع الموظفين أنفسهم، لقدرتهم على القيام بواجباتهم الوظيفية على أتم وجه.
لكن قبل أي شيء يفترض من هذه المؤسسات الابتعاد تمامًا عن الممارسات الروتينية من خلال إجراء تعديلات على نظم وهياكل العمل، وإقرار التشريعات التي تنظم العلاقة بين مختلف الأطراف، لضمان امتثال الجميع مع أفضل الممارسات ومعايير الأداء. وفي بيئة الأعمال المرنة، يركز العميل أولاً على التبعات الإيجابية التي تطال المجتمع على نطاق أوسع، من قبيل الإسهام في حل مشاكل مستعصية، بما في ذلك التلوث البيئي الناجم عن الازدحام المروري.
ولو افترضنا قيام المئات من المؤسسات والشركات على مستوى مدينة بحجم دبي بتبني هذا النهج، فإن هذا يعني التخلص من حركة آلاف السيارات في شوارع المدينة، والتخلص من كميات هائلة من غازات الانبعاث الحراري التي تنفثها المركبات في أجواء المدينة.
وفي العادة، فإن اهل الخبرة في وكالات العلاقات العامة يقترحون على عملائهم إطلاق الكثير من المبادرات الخضراء التي تدعم رؤى الحكومات ، ومنها المعاملات اللاورقية تماشياً مع استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية، وتضمين ذلك في استراتيجياتها، وحفز الموظفين على الحد من استعمال الأوراق، وصياغة الرسائل المؤسسية وتعميمها على قنوات التواصل الاجتماعي.
وعلاوة على ذلك، يقوم الخبراء بتنظيم ورش العمل وجلسات العصف الذهني مع عملاء الوكالات لاستكشاف السبل التي يمكنهم اتباعها لإطلاق المبادرات المجتمعية التي تشجع مختلف الشرائح على حماية البيئة وصون الموارد للأجيال القادمة.
ولهذا السبب نشهد مشاركة الكثير من عملاء الوكالات في حملات التنظيف العامة، مثل مبادرة “نظفوا العالم” وفي حملة “ساعة الأرض”، وغيرها الكثير، كما يتم العمل معهم في قياس النتائج المحققة في كافة المبادرات والجهود التي يتم تنظيمها للتأكيد على مسؤولياتهم المجتمعية والبيئية. إن حماية البيئة تعدّ من المجالات الخصبة التي تتيح للشركات والمؤسسات إثبات انتمائها للمجتمعات التي تعمل بها، والتأكيد على المواطنة الصالحة التي تقوم على رد الجميل للأطراف ذات الصلة.
ومن المؤكد ان شأن قيام المؤسسات العامة والخاصة بإدراج برامج حماية البيئة في استراتيجيتها أن تساعدها على تحقيق الولاء لعملائها ومتعامليها، وهذه هي النتيجة التي يسعى إلى تحقيقها أي كيان، في القطاعين العام والخاص على حد سواء .. ومن شأن التقنيات الخلاقة أن تقدم لنا الحلول المبتكرة في هذا المجال. ومن هنا فإن غاية أي ممارس لمهنة العلاقات العامة تتمثل في رضا وإسعاد عملائه من خلال تقديم خدمات متميزة ومتطورة لإحداث تأثير إيجابي والعمل مع الشركاء للارتقاء بالممارسات المستدامة لخدمة مجتمعنا ومهنتنا.