نون – القاهرة
سجل الشهيد البطل النقيب عمر القاضي اسمه بأحرف من نور في قائمة الشرف، خلال تصديه مع زملائه للجماعات الإرهابية الجبانة، التي استهدفت كمين 14 غرب مدينة العريش فجر اليوم الأربعاء، وخلال تكبيرات عيد الفطر التي اختلطت بصوت الرصاص الغادر .
وعندما ارتفعت تكبيرات العيد في المساجد، وبدأت شمس يوم العيد تبعث خيوطها.. وقف الملازم أول عمر القاضي وأفراد كمينه من المجندين يتبادلون التهاني ممسكين بأسلحتهم تعلو وجوههم ابتسامة لا احد يعلمها إلا الله ، مرابطين في كمينهم للتصدي لأي إرهاب، إلا أنه في نفس الوقت كانت هناك عيون خبيثة تراقبهم من بعد في انتظار الانقضاض عليهم وإفساد فرحتهم.
لحظات وتبدلت الابتسامة والهدوء إلى أصوات رصاص اختلط صداها مع تكبيرات العيد.. وقف الملازم البطل عمر القاضي وأفراد الكمين في وجه الإرهابيين وصمدوا وتبادلوا إطلاق الرصاص حتى آخر نفس لتروى دماؤهم تراب سيناء الغالية ويستشهدون وترتفع أرواحهم الغالية إلى الرفيق الأعلى صامدين مرابطين على العهد الذي أخذوه على أنفسهم إما النصر أو الشهادة .
الملازم عمر القاضي ابن الـ 24 عاما وقف في وجه الإرهابيين ممسكا بسلاحه دون رهبة ولا خوف فبالرغم من صغر سنه إلا انه تعلم في مصنع الرجال فمنذ التحاقه بكلية الشرطة وهب حياته للوطن وحماية أراضيه حتى التحق بالعمل في ارض الفيروز .
سطر أفراد كمين العريش ملحمة بطولية ماتوا صامدين في أول أيام عيد الفطر دون خوف أو رهبة .. عاشوا رجالا وماتوا أبطالا.. هكذا وصف زملاء الضابط الشهيد عمر القاضي وشهداء الكمين .
الضابط الشهيد عمر القاضي نعي الكثير من أصدقائه الشهداء قبل استشهاده علي موقع التواصل الاجتماعي كأنه كان يشعر باقتراب أجله.
كان حسابه الخاص خير شاهد فمن التدوينات.. «لكل اجل كتاب، عيدوا انتم وأنا هستناكم هنا »، «ربما الموت يقترب مني وأنا لا اشعر به لطفك يا الله في سكرة موتي أن تكون خاتمتي حسنة ثم الجنة».
انتابت حالة من الحزن أهل الشهيد الذي توفي والده منذ سنتين وتمني الالتحاق به، فيما ينتظر العشرات من أهالي قرية ساقية المنقدي بمحافظة المنوفية والقرى المجاورة الإعلان عن جنازة الشهيد للمشاركة في تشييع جثمانه إلي مثواه الأخير بمقابر الأسرة بالقرية.
فيما نعاه العشرات من أقاربه وأصدقائه علي صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن الشهيد كان علي خلق وسيرته طيبة بين الجميع داعين الله أن يرحمه محتسبينه من الشهداء.
قال احد أصدقاء الشهيد عبر صفحته الشخصية : «أنا أول مرة ف حياتي أحس إني مقهور يا قاضي أنا مصدوم يا صاحبي بس في نفس الوقت مرتاح علشان أنا عارف انك راجل و ميت قدامي ماسك سلاحك وواقف راجل وسط عساكرك و مارضتش تسيبهم أنت رايح الجنة من أوسع أبوابها وجعت قلبي عليك يا حبيبي أنا فرحان عشان كنت معاك قبلها وكنت بتقولي صورني يا صاحبي ويلا نتصور يمكن تكون أخر صورة قلبك كان حاسس يا شهيد نام وارتاح يا قاضي إحنا خدنالك حقك والله يا قاضي لو كان فى أيدي حاجة تانية اعملها اكتر من اللي عملته كنت عملت، أنا خلصت ذخيرتي عليهم والحمد لله جبناهم.. نام يا صاحبي وارتاح».
فيما قال أخر« حقك عليا يا صاحبي ..بس أنت تستاهلها!! ، تستاهل تبقي في احسن مكان في الجنه،أنا آسف يا صاحبي لما زعلت منك وأنت اللي جيت صالحتني.. أنا أسف لما كنت بتعمد اشغل نور الاستراحة عشان تصحي وتقوم تزعقلي وتقولي هضربك بالنار يا عامر اطفي النور،بس كنت عايزك تقعد معايا.. أنا آسف إني مكنتش معاك النهارده .. أنا أسف علي حاجات كتير يا عمر مكنتش اعرف انك هتوحشني كدا والله.. فاكر يا صاحبي لما كنت في مأمورية قنا وكنا قافشين بسبب حوارتنا التافهة كالعاده وكلمتني بتقولي ارجع يا عم مش لاقي حد اتخانق معاه وهاتلي معاك قصب.. متزعلش مني يا صاحبي وحقك عليا ،وحاضر هقول لأمك انك بطل وهسمعها صوتك وثباتك وانت بتنادي علي الجهاز دكوا الكمين أنا ذخيرتي خلصت.. عايزنا نموتك احنا بس العيال متموتكش!.. ربنا يرحمك يا اخويا .. وبحق اليوم المفترج دا وقدام الناس كلها لنمسح بيهم رمل سينا وكل نقطه دم منك يا صاحبي لتنزل منهم أضعاف أضعاف ،وبحق كسرة قلبي عليك ليندموا ويعرفوا ان عندك اخوات لو انت موت فهما لسه عايشين ..نام يا صاحبي النهارده ،وبكره نتقابل».
وكانت وزارة الداخلية، أعلنت فى بيان عاجل لها، أن عددا من العناصر الإرهابية استهدفت فجر اليوم، الأربعاء، كمينا أمنيا جنوب مدينة العريش.
وأكدت الوزارة أنه تم التعامل مع تلك العناصر وتبادل إطلاق النيران، ما أسفر عن مقتل خمسة من العناصر الإرهابية واستشهاد ضابط وأمين شرطة و٦ مجندين، وتقوم القوات بتتبع خطوط سير الهروب لتلك العناصر الإرهابية الهاربة.