غير مصنف

“الدواعش الأكراد”.. قوة ضاربة للتنظيم تثير رعب حكومة كردستان

لم يكن يستبعد مقربون من سردار حمة صالح، الكردي المنحدر من قرية في غرب أربيل، شمالي العراق، أن ينضم إلى تنظيمات مسلحة “متشددة دينياً”، ومقاتلة القوات الأمريكية، التي احتلت العراق في 2003، حتى مقتله عام 2006، بمدينة الأنبار.

حمة صالح الذي لم تتسلم أسرته سوى خبر مقتله، ومعلومة تفيد بأنه لم يتم العثور على جثته التي تناثرت مع مجموعة من رفاقه على إثر قصف صاروخي، ليس الوحيد بين الأكراد الذي عرف بتشدده، واعتقاده بأن القتال “الطريق الميسر لدخول الجنة”، بل إن أعداداً كبيرة منهم انتهجوا هذا المسلك، وهم يقاتلون الآن في صفوف تنظيم “الدولة”، بحسب صادق سعيد، المقاتل في صفوف البيشمركة الكردية.

سعيد الذي تربطه بـ”حمة صالح” علاقة قربى قال : إن “الحال في قرى كردستان (إقليم شمالي العراق) يختلف كثيراً عن مدنه، إذ ينتشر التشدد الديني، وكثيرون على شاكلة حمة صالح انتظموا مع مجاميع مسلحة ومتشددة دينياً، كما أن كثيرين كانوا على علاقات مع تنظيم القاعدة، ولهم اتصالات مع مقربين من أسامة بن لادن حينها”.

مقاتلون في البيشمركة وأكراد من سكنة السليمانية -من مدن أقليم كردستان العراق- أكدوا في أحاديث لـ”الخليج أونلاين” أن “أكراداً كانوا من بين من قاد وسهّل احتلال مواقع للنفط في كركوك” في الهجوم الذي شن مطلع العام الحالي، لافتين إلى أنهم تنكروا كذلك “بزي قوات البيشمركة”.

وكان تنظيم “الدولة” سيطر بعد مباغتة على أحد أكبر حقول مدينة كركوك الغنية بالنفط، شمالي العراق، واحتجز 24 من موظفيه، بعد الهجوم الذي شنه عناصر التنظيم، في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وقال مقاتل في “البيشمركة” يدعى سركوت عبد القادر: إن “زملائه في البيشمركة ممن هربوا بعد معاركة عنيفة وفجائية مع عناصر داعش، أكدوا أن مقاتلي داعش كانوا يتحدثون الكردية بطلاقة، بل وأكدوا أنهم من الأكراد”.

وبحسب ما ذكره الصحفي الكردي شريف الهموندي ، فإن هناك حذراً شديداً لدى الجهات الأمنية في التعامل مع “الإسلاميين المتشددين في كردستان”.

وأضاف الهموندي الذي تربطه بحسب عمله الصحفي، علاقات متينة مع مسؤولين في حكومة كردستان العراق، وقادة أمنيين فيها، أن “الجميع متأكد من وجود مندسين وخلايا نائمة، تابعة لتنظيم داعش في محافظات الإقليم خاصة أربيل، والجهات الأمنية لا تغفل عن هذا الملف وتراقب بعض من تعتقدهم مؤثرين ولهم ارتباطات مع داعش”.

مصادر من داخل قوات “الأسايش” وهي الجهة الأمنية في كردستان، كشفت وجود معلومات تفيد “بتنفيذ مخطط لاحتلال مدن في الإقليم”.

المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أكدت على أن خطورة هذا المخطط متعلق بوجود “مقاتلين أكراد ينتمون لداعش”، ولم تستبعد المصادر “تغلغل هذه العناصر في أماكن حساسة داخل مؤسسات الإقليم”.

يأتي ذلك في وقت تشارك القوات الكردية، عسكرياً، في مقاتلة التنظيم بمواقع على حدود مدنها المجاورة لمناطق يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا، كما أن الحكومة الكردية تعلن عن مساندتها لأي قوة تحارب التنظيم، فيما تلقت القوات الكردية مساعدات عسكرية وأمنية من أمريكا ودول أوروبية، لمساعدتها في الحرب ضد تنظيم “الدولة”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى