محمود دشيشة يكتب: السودان علي مفترق الطرق
مع نهاية شهر رمضان المعظم يدخل السودان مفترق الطرق حيث بدأ المجلس العسكري السوداني خطوات المواجهة مع قوي التغيير والحرية وهو الممثل للتيار المدني بالسودان وكانت أولي الخطوات فض الاعتصام من حول القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية وسقط عدد من الضحايا والمصابين برصاص قوات الجيش السوداني وأصبح الباب مفتوحا لكل سيناريوهات الصراع داخل السودان وكلها تتوقف علي مدي توحد القوي السياسية المدنية ومدي وقوف الشعب معها وكذلك مدي المرونة التي قد يلجأ إليها المجلس العسكري السوداني إذا اضطر للتراجع.
أما لو كان الموقف الشعبي ضعيف فسيكون موقف القوي المدنية ضعيفا بالتبعية كما يجب أن نعلم أن هناك قوي إقليمية منخرطة في هذا الصراع و لعل إغلاق قناة الجزيرة القطرية أحد علامات هذا الصراع كما أن مصر يهمها استقرار الأمور في السودان حتى لا تكون ساحة لتركيا و قطر كما كانت في عهد البشير الذي تم الإطاحة به بعد ثورة الشعب السوداني عليه وهو حاليا قيد المحاكمة ومعه مجموعة من رموز نظامه وقد نجد من داخل المؤسسة العسكرية السودانية من يسعي لإطفاء النار التي اشتعلت والتي تمثل تهديد حقيقي للدولة السودانية وقد يستغلها البعض لتفكيك أقاليم أخري من أقاليمه.
لا شك أن كل الشعوب العربية وخاصة الشعب المصري تتابع الأحداث في السودان بكل القلق وأعود مرة أخري وأناشد جامعة الدول العربية التدخل وبسرعة لحل المشكلة السودانية قبل أن تتفاقم و تتحول إلي صراع يدفع الشعب السوداني ثمنه كما دفعه من قبل و تسبب في انفصال جنوب السودان عن شماله.