كنت دائما أقول «لو أن ديني الإسلامي الحنيف، يمنعني من أن أشارك جارى وشريك منزلي وشارعي ووطني، فرحته في كل مناسباته الدينية، لمجرد أنه يعتنق دينا أخر، فأنا لست مسلما»! بهذا الشكل وقولا واحداً .
كنت أثق أن ديني الحنيف وفطرة الإنسان الطبيعي يقدم السلام والخير والجمال للجميع ، وكنت أندهش من فتاوى التكفير والكراهية التي تنطلق من أفواه تدعى أنها تمثل الدين ، وكان ردى دائما، أن الدين معاملة وأخلاق، وأن تبسمك في وجه أخيك « صدقة» وأنني عندما أكون محبا للأخر فإنني بذلك أفعل ما أمرني به الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم والحبيب.
كنت أندهش من خوف الناس من الدين الإسلامي ، وما قيل عن « فوبيا الإسلام »، وكانت دهشتي بحق أننا نعيش حياة ليست مطابقة لبديهيات الإسلام، الذي هو في الأصل سماح وحب وجمال «مطلق ».
كنت أتعجب من لغط يصدر عن أفواه تدعى أنها غيورة على الدين الإسلامي، كيف تكون مسلما ويكفهر وجهك لفرحة الأخر، كيف تكون مسلما وغيرك يخشاك ويخاف أن تقتله لمجرد أنه يعتنق عقيدة مخالفه لعقيدتك، كيف يكون هناك دم أصلا في دين حقن الدماء؟ كيف تكون مكفهرا وأنت تدين بدين يحسن لك ويدخلك الجنة ببسمة ورحمة وكلمة طيبة.
والحمد لله أن كانت كلمات فضيلة شيخ الأزهر ورئيس مصر، بردا وسلاما ونهجا كريما في سياق ما كنت أحدث به نفسي من سنوات.
الإعلام المصري والعربي يجب أن يكون واعيا بقدر وقدرة ما قيل اليوم في احتفال مصر بليلة القدر، أخبروا الناس ببساطة وسماحة الدين وأن الفوبيا كانت ذنبا لا يغتفر من بعض من يدعون أنهم حماة الدين للأسف، وخاف العالم من كل من ينطق الشهادتين، بلا منطق ولكن كانت كل الصور التي تقدم للأخر عبارة عن دم على الثوب الأبيض.
قال الرئيس السيسى إنني أقدم ديني للأخر عندما أبنى كنيسة وأهنئ جارى المسيحي في عيده، وأشاركه فرحته، هذا هو الدين وهذا هو الوطن ، الإسلام لا يعرف الكراهية ولا الدم ولم يكن يوما دين حرب وخوف وغضب
الإسلام وكل الأديان حب وصدق وسلام وأمان ، وبسمة ومعاملة وأخلاق.
وقد أن الأوان أن نجاهد في سبيل الحب ونقدم للعالم رسالة جمال وأمان، فهل تصل رسالة الرئيس للعالم وهل تصل رسالة فضيلة شيخ الأزهر للإعلام ؟ أتمنى والله المستعان.