حينما أكتب عن راغب إسكندر، فأنا أكتب عن مصر.. فهو الفنان المصري العالمي العاشق .. وهو الريشة التي رسمت في حب مصر.. وهو الإنسان الطيب صاحب الابتسامة الجميلة.. وهو ابن البلد الفنان.
عاش طفولته بصعيد مصر ككل أطفال الوجه القبلي، وانتقل بعدها إلي القاهرة ليعيش متنقلاً ورحالا بين صروح الفن والفنانين، التقيته منذ أكثر من ثلاثة عقود في محرابه بوكالة الغوري وكان معي الصديق الفنان التشكيلي الخلوق أمين الصيرفي، مدير الصالون الثقافي بدار الأوبرا المصرية حالياً، وحين رحّب بنا.. فجأة اختفيت عن نظره، فقد شدني هذا المتحف الصغير الذي لا يتعدي مساحتٌه أمتاراً قليلة ، وبرغم ازدحامه إلاّ أنني استطعت أن أشم فيه رائحة تاريخ الفن التشكيلي عبر لوحات الفنان الزيتية التي يبلغ عمرٌها أكثر من نصف قرن، الفنان العالمي راغب إسكندر ظل يرسم ومازال منذ52 عاماً، متّعهٌ الله بالصحة والبركة في العمر، لم يسعَ إلي جريدة لنشر أعمالهٌ، ولم يسعَ إلي ناقد يكتب عنٌه، فأنا أعرف أنّ هناك بعض النٌقاد يكتبون عن الفنانين مقابل بعض المال .. راغب ليس من هذه الفصيلة الفنية، لذلك أجده يجلس في محرابهِ بالغوري يرسم ويبدع أجمل اللوحات.
ورغم أنّه وصل لأعلي الدرجات الوظيفية بوزارة الثقافة، إلاّ أنّ ريشته لم تسكت عن الإبداع فكان أخر معرضاً له في العام الماضي، وكان أخر منصب له مديراً ومؤسساً لمتحف عفت ناجي وسعد الخادم الذي يضـم مجموعة من الأعمال الفنية للفنانة عفت ناجى والفنان سعد الخادم تبلغ 198 عملاً وكذلك مجموعة من القطع الفخارية الشعبية بالإضافة إلى مكتبة خاصة بالفنانين بها كتب نادرة، ويعد المتحف وعاءً لحفظ تراث الفنانين عفت ناجي ورفيق رحلة حياتها الفنان والمٌعلّم سعد الخادم باعتبارهما اثنين من أعلام الفن في مصر في النصف الثاني من القرن العشرين ورائدين في مجال الفن الشعبي ودراسته.
كما شغل الفنان مديراً لمراسم الغوري التابعة لوزارة الثقافة، وكان من المؤسسين لنقابة التشكيلين عام 1972.
شارك راغب إسكندر في العديد من المعارض الدولية في سويسرا، كما شارك بالمعرض العام ومعارض الجمعيات الفنية المختلفة والمعارض الخاصة وبينالي الإسكندرية لمدة 3 دورات متتالية.
الفنان المصري الأصيل متزوج وله أبن أٌسمه يوسف يعشق لوحات والده ولكنّه لم يكن فناناً كوالده ..نحيه تقدير لهذا الخلوق ابن مصر البار، ومن المنتظر إقامة معرضه القادم خلال هذا العام.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا