- عاشت مصر فترة ترقب و مخاض لبداية الطفرة التعليمية التي وعد بها الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، وعانت آلاف الأسر المصرية من ألام هذه الطفرة التعليمية التي لم تتحقق وأنا أراها لن تتحقق بهذا الأسلوب ولا هذه الطريقة للأسباب التالية.
أولا: أن من خطط لهذه الطفرة بدأ من الدور العاشر مباشر دون أن يجهز قاعدة تتبني المشروع و هذه القاعدة هم المعلمون والطلبة أيضا لأن كل نظام جديد وتطوير لابد وأن يتضرر منه من كان مستفيدا منه وأولهم من يتربح من الدروس الخصوصية وهم الغالبية العظمي من المعلمين والذي يهدف هذا النظام المتطور القضاء عليه، وكان من الواجب علي الوزير أن يضع أولوية لزيادة مرتبات وحوافز للمعلمين مرتبطة بنجاح كل مرحلة من مراحل تطبيق التطوير وبالتالي سيكون هناك حرص علي نجاح التجربة لأنها ستعود بالفائدة عليهم كما أن أولي مراحل تطبيق النظام هو تدريب مجموعة كبيرة من المعلمين علي تقنيات وفنيات تطبيقات التابلت وهو تدريب لا يقل أبدا عن فترة ستة أشهر وقد تمتد إلي سنة كاملة بحيث إذا بدأ التطبيق للنظام كان هناك إجابة لكل سؤال عن مراحل تطبيق النظام ومعوقاته لدي القائمين علي تنفيذ التطبيق .
ثانيا: مواجهة مافيا الكتب الخارجية والملازم لن تكون هينة فمن مصلحتهم أن لا ينجح هذا النظام لأن هدف التطوير هو تعدد منافذ التعليم و لن يكون قصرا علي الكتاب المدرسي و الكتب الخارجية أو علي الأقل تقل أهميتهم وهم ذوي نفوذ عريض داخل الوزارة ولهم خبرات متراكمة في التعامل مع مشاكل الوزراء لأن أغلبية الوزراء السابقين كانوا يبحثون دائما عن وسائل الاستغناء عن الكتب الخارجية و بالتالي فهذا الوزير يدير معركة خصمه أكثر خبرة منه في إدارتها .
ثالثا: لا نرى أثرا للتنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات ولم نسمع أحدا يتحدث عن مسئولية وزارة الاتصالات عن سقوط السيستم وهي مشكلة فنية أصلا وليست تربوية أو فكرية بل هي فنية مائة بالمائة وأي دارس لقواعد البيانات يعلم أن هناك قواعد بيانات متوفرة منذ تسعينات القرن الماضي تستطيع تحمل ضغط دخول كل طلاب الثانوي والجامعي علي الشبكة مرة واحدة وأتذكر واقعة إعلان نتيجة الثانوية العامة علي الانترنت لأول مرة في أواخر التسعينات و نعلم كم الضغط علي الشبكة في هذا الموضوع وسقطت الشبكة في أول التطبيق و تم أصلاح الشبكة في نفس اليوم وبعد ذلك أصبح إعلان نتيجة الثانوية العامة معتادا علي النت، وللعلم كانت البنية الأساسية لمصر في هذا التوقيت في أول بدايتها للتطوير و كانت الوسائل التكنولوجية أقل تطورا مما نحن فيه الآن بكثير .
رابعا: لماذا تبدأ التجربة علي طلبة الثانوية مباشرة ولماذا لا تكون علي طلبة المرحلة الإعدادية أو الابتدائية فمن الطبيعي أن تطبيق أي نظام جديد يكون أسهل في التطبيق علي الأصغر سنا الذي يتعلم بسرعة ويكتسب الجديد بشكل أسهل خاصة و أن كل أولادنا يتعاملون بسهولة مع التكنولوجيا الجديدة علي المحمول و غيره من وسائل التواصل الاجتماعي .
ليس من العيب أبدا دراسة أسباب فشل التطبيق و ليس من العيب أن يفشل تطبيق التابلت و لكن أدرسوا أسباب فشل تطبيقه ثم عودوا لعلنا نستطيع القضاء علي غول الدروس الخصوصية و غول الثانوية العامة يوما ما .
كلمة أخيرة أي تطوير للتعليم لن يبدأ بالمعلم لن ينجح.