غريب أمر الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، والتعليم الفني، فالرجٌل يٌصر علي منظومة فَشلهِ التي أصبحت علي كل لسان في مصر والعالم العربي، بعد فضيحة الفشل الثاني في تجاربه المعملية لامتحانات السحابة الإلكترونية المعروفة بالسحابة السوداء للصف الأول الثانوي، فقد فشل طارق في النهوض بالعملية التعليمية وإدخال التكنولوجيا في التعليم، ومن «التابلت» إلي قطع عيش المٌعلمين المؤقتين اعتباراً من نهاية مايو الجاري، يا قلبي احزن وأغضب من سياسة هذا الوزير الذي يتفنن في «عكننة» الأٌسر المصرية قبل حلول عيد الفطر المبارك.
فهناك أكثر من 36 ألف مٌعلّم مهددون بالطرد من عملهم بالمدارس علي مستوي الجمهورية، فالعقود المؤقتة لهم ستنتهي في 31 مايو الحالي، والغريب في أمر الوزير الطارق،أنّه سيقوم بعمل مسابقة جديدة لاختيار مٌعلمين جدد للتدريس وسد النقص في المدارس!!
ويشترط الوزير علي المتقدمين الجدد تقديم شهادة« ICDL Teacher » والتي تتكلف 1200 جنيه برغم عدم قدرة هؤلاء علي سداد رسومها في ظل غلاء الأسعار التي تكتوي به الأٌسر المصرية، فهذه صرخات جاءت علي لسان بعض المٌعلَّمين ننقلها عبر السطور، فسلمي جمال مٌعلّمة كتبت صرختها علي صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة منها توصيل صوتها إلي رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي فتقول كما جاء علي لسانها باللٌغة العامية، هنتشرد ونترمي في الشارع، فكيف يرفض الوزير تجديد عقودنا وعمل مسابقة جديدة تتكلف ملايين الجنيهات علي خزينة الدولة؟! وتضيف منين نجيب الـ1200 جنيه رسوم شهادة« ICDL Teacher » إحنا مش لاقين الأكل نجيبة لأولادنا !، فكيف تنهي عقودنا وإحنا خلصنا كل الإجراءات من استخراج فيش وتشبيه، وأصل شهادة التّخرّج والقيد العائلي، وشهادة صحية، وشهادة ميلاد بالكومبيوتر، كل هذه الأوراق برسوم غالبيه علينا، وإزاي يا وزير التربية تدخلنا نراقب امتحانات ونصحح ورق إجابة وبعد كل ده مش عاوز تجدد لنا العقود؟!
وتصل إلينا صرخة من المٌعلّم أسامة أحمد، وهو يستغيث هذه المرة بالرئيس عبدالفتاح السيسي، بصفته أب وراعِ للمصريين، ويتمني سماع صرختٌه، فالرجل يقول أنّه اجتاز كل إجراءات واختبارات المسابقة الأخيرة التي أجرتها وزارة التربية والتعليم، وقد اثبت جدارته وكفائته بالعمل كمٌعلّم، ولكنّ الوزير طارق شوقي يريد تشريده بحجة انتهاء عقده نهاية الشهر الجاري! ويلتمس أٌسامة النظر له بعين الرحمة بعد أن ترك عملٌه بمدارس القطاع الخاص، و قال أنّه عندما تم مخاطبة وزير التربية والتعليم قال له بأن لكم أولويه بالمسابقة القادمة، وتساءل كيف أظل عاطلا بلا عمل لحين صدور مسابقة أخري؟!
أمّا هيام النجّار، فتتحدث كما تقول باسم 36 ألف أسرة تسعي الوزارة لإنهاء خدمته وأطلقت مع باقي المٌعلّمين هذه الشعارات، #تجديدالعقود_المؤقتة_للمعلمين، #لا_لدخول_مسابقات_اخري ، لا_لفصلنا_من_العمل_وتشريد_أسرنا، وتضم نسرين أحمد صوتها لصرخات المٌعلّمين، لتستجدي عطف الوزير أو حتى الغفير، فتقول صرختها إنّ مصدر دخلها الوحيد الذي تعول به أسرتها مهدد بالانقطاع والفقدان، فكيف يجري الوزير مسابقة جديدة في ظل وجودنا؟! ومن ناحية أخري يناقش البرلمان من خلال لجنة التعليم والبحث العلمي الأسبوع القادم مسابقة المٌعلمين الجديدة !!
ويبدوا أن هناك خطة مٌحكمة لهروب طارق شوقي وزير التربية والتعليم من مواجهة النواب خلال مناقشة الأزمة داخل لجنة التعليم !! فهناك شائعات تدور بسرعة داخل الوزارة تؤكد الخطة، وسيتم إيفاد من يمثّلٌه في الاجتماع رغم دعوة البرلمان للوزير للحضور !! فهل الوزير الطارق لا يحترم أعضاء لجنة التعليم داخل البرلمان؟ لو كانت الإجابة بنعم يبقي علي البرلمان السلام! ولو كانت بالنفي ستصبح المواجهة علي نار ساخنة، فهناك عجز كبير في أعداد المٌعلّمين علي مستوي الجمهورية، يصل إلي حوالي 70 ألف مٌعلّم، ومع ذلك يجري إنهاء التعاقد مع أكثر من 36 ألف منهم، الغريب أنّ الوزير الطارق يعترف بفشل المسابقة الأخيرة، والتي مثلها مثل تجربة «التابلت» الفاشلة، فالرجل يقول أنّه تم وضع اشتراطات مختلفة عن سابقتها ومعايير خاصة غير التي تضمنتها المسابقة القديمة، وكأنّ خاصة الوزير هم الذين فوق الجميع!