اخترنا لكنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: الحبيب الطيب رزق

الحبيب الطيب رزق من عند الله يستحق الثناء والحمد ليلا ونهاراً لأن الحياة بوجوده إشراقة لا تنتهي وسعادة أبدية وراحة نفس لا تقدر بثمن، وتعد من أجمل الهبات السماوية التي تمنحها العناية الإلهية لأولئك الذين رضي الله عنهم وأمدهم بحبيب طيب طاهر تأنس لعشرته وتشرق الدنيا بوجوده وتهون الآلام والصعاب أمام صفاء عينيه وعذوبة حديثه ورقة مشاعره بالإضافة إلى القوة الخيالية التي تتسرب بداخلنا لإحساسنا بوجوده وتشبعنا بالطاقة اللازمة لمواجهة صعاب الحياة.

الحبيب الذي تسعد الحياة ويطيب العيش بوجوده ربما كان زوجاً أو زوجة أو حبيباً أو حبيبة أو أحد الأبناء أوالوالدين أوالأشقاء أو الجيران أو صديقك في العمل أو رئيسك، فالحب هنا ينطبق على الحب الدنيوي والحب في الله وكلاهما وقوداً ساحراً يدفع للأمام بقوة الصاروخ، وما أجمل أن يمتزج الاثنان في شخص واحد فيزداد صلابة وقوة تواجه العالم كله بلا كلل ولا ملل.

الحب الدنيوي طبيعة الحياة ورونقها وسنة الله حتى تكتمل المسيرة، فما أسعد قلب المحب حين يستمد قوته من شريك حياته ويأمن بجواره وتقر عينيه برؤيته وسماع صوته والاطمئنان عليه، فنبرات صوته هدوء وسكينه وابتسامته حدائق وزهور، وابتسامته طيور مغردة، وضحكته شقشقة عصافير، وسعادته دليلاً على نجاح محبه في تأدية رسالته في الحياة على أكمل وجه.

الحب في الله رسالة أسمى ومعنى أشمل وأعم وسعادة في الدنيا وظل موفور تحت عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله، فالمتحابون في الله تجمعهم قواعد ربانية بعيداً عن القرابة وصلة الرحم وتربطهما روابط وثيقة يعجز معها شياطين الجن والإنس مهما أوتيا من قوة على أن يفكان هذا الرباط المقدس، وهما من السبعة الذين يظلهم الله في ظله، فيما روى عن الحبيب صلى الله عليه وسلم «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى؛ حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه» وهو حديث شريف يجمع الرجال والنساء.

الحب يا سادة نعمة من الله يهبها لمن ينال رضاه فيشع نور الحب في قلبه فتنعكس عواطفه الجياشة إيجابا على صاحبها فتؤثر على القلب والعقل معا،ً وتتحول تلك النظرة الإيجابية من داخل صاحبها إلى العالم كله، علماً أن ذلك الأمر المعنوي لا علاقة له بالغنى والفقر، فالمحب يستطيع مهما كانت الظروف أن يخلق لنفسه عالمه السعيد الذي تحكمه القوة بالتآلف مع من أحب والانتصار على صعاب الحياة، بالإضافة إلى ما يكمله الحب الحقيقي بين الطرفين من التوحد بحيث يكمل كل منهما الأخر لدرجة أن العشاق مع الأيام تتوحد رؤياهم وتصرفاتهم وحتى وجوههم.

وللحب فوائد أخرى يجهلها البعض فقد أكدت بعض الدراسات وجود علاقة بين الحب والصحة العامة للمحبين، حيث تعد الرومانسية مفيدة للصحة، وثبت أن الأشخاص المحبين والمتزوجين هم الأقل زيارة للطبيب، حيث تدفعهم هذه العلاقات إلى رعاية أنفسهم بشكل أفضل، كما أن العلاقات العاطفية الناجحة تقلل من الاكتئاب والقلق، و تحمي من الانحراف، كما أنها تدفع صاحبها، بالإضافة إلى التوازن النفسي للود والتسامح والتعامل بإيجابية مع الآخرين.

باختصار الحب نعمة كبيرة يفتقدها الكثيرون فلا تضيعوا الحب من بين أيديكم أخبروا من تحبون بما تجيش به صدوركم، وحافظوا على مابين أيديكم من نعمة فإذا كانت نعم الله لا تحصى ومن بينها الرزق، فأعلموا أن المشاعر النبيلة الرقيقة والنفوس الراضية القنوعة جزء من محبة الله، وكونوا على يقين أن الحبيب الطيب رزق ساقه الله إليكم لتنعم حياتكم فلا تتخلون عمن تحبون وتمسكوا بهم جيداً فبدونهم لا تطيب الحياة.

نبضة قلب: دعوا القلق والتوتر وتمسكوا بمن تحبون وانعموا بالدنيا فالنظرة في عيون الحبيب حياة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى