المسحراتي تراث إسلامي اقترن بشهر رمضان المبارك وتطورت آلياته من عصر إلى آخر، فبدأ بالمناداة من فوق مآذن المساجد وبعد زيادة عدد المسلمين، امتد للمناداة في الشوارع قبل صلاة الفجر، ومن رجل يمتطي بغله أو جواده إلى أخر يدق على «الطبلة» وتطور الأمر مع دخول الراديو والتلفزيون وبرز نجوم جدد للمسحراتي إلا أن العصر الحديث أتي بما لا يتخيله عقل حيث قامت الطائرات الحربية بهذا الدور في سابقة تعد الأولي من نوعها .
ففي اندونيسيا التي تعد أكثر الدول الإسلامية عددا تتولى طائرات حربية تابعة لسلاح الجو مهمة «المسحراتي» في شهر رمضان، إذ تحلق على ارتفاعات منخفضة فوق المساكن في جزيرة جاوة لإيقاظ المسلمين وقت السحور.
ونقلت صحيفة «كومباس»، عن المتحدث باسم سلاح الجو سوس يوريس القول: «التحليق قبل الفجر لإيقاظ الناس من أجل السحور، هو مهمة مركبة»، مضيفا «يحافظ هذا بالأساس على مهارات التحليق ليلا لطيارينا، كونه غير مسموح لهم بالطيران وهم صائمون بعد العاشرة صباحا»، مشيرا إلى أن هذا الإجراء متبع منذ عدة أعوام.
وذكر سلاح الجو، أن «التقليد يهدف لإقامة رباط قوي بين سلاح الجو الإندونيسي والشعب»، لكن تعرض السكان النائمين لأصوات الطائرات لم يلق ترحيب الجميع.