قنابل موقوتة دائمًا يحملها موسم الحج للعلاقات السعودية الإيرانية التي لم يكتب لها الاستمرار في طريق السلام، فقد ساءت العلاقات مؤخرًا بين البلدين بعد “حادث مِنى” المأسوي الذي وقع الأسبوع الماضي، وراح ضحيته أكثر من 700 حاج من مختلف الجنسيات، إلا أن إيران تصدرت الدول في عدد الضحايا بـ228 قتيلًا حتى الآن.
وكانت العلاقات السعودية الإيرانية، بدأت في التوتر بعد الثورة الإسلامية في 1979، التي قلبت الأمور رأسًا على عقب؛ فقد خرج الحجاج الإيرانيين في أغسطس 1987 تأييدًا لهذه الثورة، فاضطرت الرياض إلى قطع العلاقات الدبلوماسية، واستمرت القطيعة حتى 1991.
ومنذ أن وقع حادث منى، تتراشق إيران والسعودية الاتهامات، حتى وصلت ذروتها، الأربعاء، فقد بلغت حد التهديد من قبل إيران، بالرد العنيف إذا حدثت أي إساءة لجثامين حجاجها الذين لم تستقبلهم بعد ولا يزالون في الأراضي المقدسة.
وكانت إيران استقبلت جثامين 130 حاجًا من أصل 228 من ضحايا الحجاج الإيرانيين، حيث قطع روحاني زيارته إلى نيويورك لاستقبلالهم، وانتقد السلطات السعودية متهمًا إياها بعدم التعاون بالشكل المطلوب في مجال متابعة أوضاع المفقودين ونقل جثامين الضحايا وكذلك الجرحى.
المرشد يهدد
توعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آية الله علي خامئني، برد عنيف وقاس، إذا لم تعد السعودية جثامين الحجاج الإيرانيين الذين لقوا حتفهم في كارثة التدافع في منى،
إيران تسيس الحادث
الصحف السعودية استهجنت في افتتاحيتها، الأربعاء، الإدعاءات الإيرانية حول حادث “منى”، ومحاولاتها لتسييس الحدث واستغلاله وتوظيفه لخدمة أغراضها واهدفها.
وتحت عنوان “إيران تاريخ حافل من المؤامرات”.. قالت صحيفة “اليوم” إنه قبيل قمة الأمم المتحدة، كانت حادثة منى، وانعكس ذلك على خطابات ولي العهد في تأكيد عدم تسييس الحج أو العبث بأمن واستقرار المشاعر المقدسة.
خامنئي يطالب بالتحقيق
ودعا خامنئي، الدول الإسلامية، الأربعاء، إلى التحقيق في حادث منى، حيث نقلت وكالة فارس للأنباء عنه القول: “يجب أن يذهب ممثلون من إيران والعالم الإسلامي إلى السعودية ويحققوا في سبب حادث الحج”.
استدعاء السفير للمرة الرابعة
وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء “إسنا”، إن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت القائم بالأعمال السعودي بطهران، أحمد المولد، للمرة الرابعة، خلال الفترة الأخيرة بشأن كارثة منى
وحذر المدير العام للشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الإيرانية علي جكيني، من أي تقاعس ولامبالاة في تحديد هوية المفقودين وإعداد وإرسال جثامين ضحايا منى.
إيران تريد الاعتذار
وكانت الحكومة الإيرانية، طالبت نظيرتها السعودية بالاعتذار على حادث تدافع مشعر منى في مكة، فقال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، “بدلا من اتهام هذا وذاك، على السعوديين أن يتحملوا المسؤولية ويقدموا الاعتذار للمسلمين وأسر الضحايا”، مضيفًا أن بلاده لن تنسى ما جرى في منى.
ورأى المدير العام للشؤون القنصلية بوزارة الخارجية الإيرانية علي جكيني، أن اعتذار المسؤولين السعوديين إزاء كل هذا التقصير المسبب في الحادث، من الأمة الإسلامية جمعاء وخاصة الشعب الإيراني، يشكل الحد الأدنى من واجبهم العرفي والمنطقي.
أخبار ذات صلة:
وصول 104 جثة من ضحايا حادث منى إلى إيران
السعودية: سنتصدى للتدخل الإيراني عربيًا
بالصور.. روحاني يلوح بلغة الاقتدار مع السعودية
روحاني يستقبل جثامين 130 حاجاً من ضحايا منى