- أهم الأخبارنون لايت

شم النسيم.. خمسة آلاف عام في عشق المصريين للربيع

نون القاهرة – ايه محمد   

«عيدالربيع» أو كما يطلق عليه «شم النسيم» هو العيد الوحيد الذي تنفرد به مصر عن غيرها من الدول العربية والإسلامية، ويحتفل به الشعب المصري مسلمون ومسيحيون.

تعود أصول تسمية شم النسيم إلي الكلمة الفرعونية  «شمو»، وهى كلمة مصرية قديمة تعني «عيد»، وترمز عند القدماء إلى بعث الحياة، ثم تعرض الاسم بعد ذلك  للتحريف وتحول إلى «شم النسيم»، نظرا لارتباط شم النسيم بطقس الربيع الذي يتميز باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة.

يبدأ المصريون الاستعداد والتحضير للاحتفال بعيد شم النسيم من خلال الخروج إلى الحدائق العامة والمناطق الطبيعية للاستمتاع بالمناظر الطبيعية التي تكسو الأرض وبأجواء الربيع الدافئة والمعتدلة.

احتفالات شم النسيم

يأتي يوم شم النسيم في اليوم التالي لرأس السنة القبطية وعيد القيامة المجيد، وفي الغالب يكون يوم الاثنين، وتعود أصول عيد شم النسيم إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، أي نحو 2700عام ق.م، ويعتبر الفراعنة وبالأخص الأسرة الثالثة أول من احتفل بهذا العيد، حيث استمر الكثير من المصريين بالاحتفال به، فتناقلته الأجيال على مر العصور حتى عصرنا الحالي.

اعتمد الفراعنة علي موعد الانقلاب الربيعي كموعداً رسمياً للاحتفال بشم النسيم باعتباره اليوم الذي تتساوي فيه ساعات النهار مع ساعات الليل، بالإضافة إلى اقترانه مع وقت دخول الشمس إلى برج الحمل كما كان معتقداً لدى الفراعنة.

كانت احتفالات الفراعنة تبدأ بالاحتفالات الدينية، ثم يتحول مع بداية شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب، وكان الفرعون، وكبار رجال الدولة يشاركون في هذا العيد ويقومون بتوزيع الهدايا على الفقراء، كما كانوا يتبادلون التحية في هذا اليوم «بدقة البيض».

ومن ثم يتوجهون نحو الجهة الشمالية من الهرم قبل موعد غروب الشمس بوقت قليل، وانتظار الحدث الأهم ألا وهو اقتراب قرص الشمس أثناء غروبه بشكل تدريجي نحو قمة الهرم، إلى أن يظهر وكأنه يقف على قمة الهرم، كما تعمل أشعة الشمس المنبعثة بشكل أفقي نحو الهرم على إظهار الهرم وكأنه مقسوم إلى قسمين، والغريب في الأمر هو استمرار حدوث هذه الظاهرة الغريبة حتى وقتنا الحالي.

كما احتفل بنو إسرائيل أيضا بالعيد بعد خروجهم من مصر ونجاتهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، والفصح كلمة عبرية معناها (الخروج) أو (العبور)، كما اعتبروا ذلك اليوم، يوم بدء الخلق عند الفراعنة.

وتبدأ مراسم احتفال المصرين بشم النسيم بتحضير بعض المأكولات الخاصة بهذا العيد للاستمتاع بتناولها في أحضان الطبيعة، حيث لشم النسيم أطعمته الخاصة في عهد الفراعنة وحتى وقتنا الحالي، وتشمل قائمة الطعام «البيض والفسيخ والرنجة والبصل والخس والخيار والملانة».

البيض الملون

ويوجد ارتباط متداول بين أطعمة المصريين في عيد شم النسيم وبين مدلولات فرعونية عميقة، منها: البيض المسلوق والملون والذي يعتبر مظهرا خاصا من مظاهر الاحتفال بشم النسيم، حيث يدل على خلق الحياة من الجمادات ويمكن ملاحظة الكثير من الرسومات لإله الخلق لدى الفراعنة الإله « بتاح » وهو يجلس على الكرة الأرضية المرسومة على شكل بيضة.

كم كانوا ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه ويعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى أنوار الآلهة عند شروقه وتصل أحلامهم إلي السماء، وفقا لما كانوا يعتقدون.

نقش البيض وزخرفته لدي الفراعنة

وكان الأقباط المسيحيون يلونون البيض أيضًا باللون الأحمر؛ وذلك من أجل تخليد ذكرى صلب السيد المسيح حسب اعتقادهم.

 ومن أشهر الأطعمة في هذا اليوم،الرنجة والسمك المملح أو كما يعرف باسم «الفسيخ»، وظهر الفسيخ لأول مرة في فترة الأسرة الخامسة بكونها أول من أظهر أهمية وقدسية النيل من الأسر الفرعونية، كما أصبح من المأكولات الرسمية في احتفالات الفراعنة وأعيادهم المختلفة، وكان دليلاً واضحاً على براعة قدماء المصريين في حفظ السمك من خلال تمليحه وتجفيفه.

البصل أيضًا من الأطعمة الأساسية في شم النسيم لدى الفراعنة، وارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، لذلك كانوا يعلقون البصل على أبواب الشرفات، وحول رقابهم، ويضعونه تحت الوسائد، فهو «اكسير الحياة عندهم».

الخس

أما بخصوص الخس، فقد شاع استخدامه منذ عهد الأسرة الفرعونية الرابعة، وكانت له أهمية كبيرة في الإنجاب والتناسل، حيث توجد العديد من النقوش لصورته واسمه تحت صورة إله التناسل لدى الفراعنة، الإله «مين ».

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى