كثيرا ما سمعنا بظاهرة الزواج العرفي التي انتشرت بسرعة فائقة داخل مجتمعاتنا العربية .
في نظرهم الحل هو الزواج بهذه الطريقة لتهرب من المسؤوليات و من يدفع فيه الثمن غال، تلك هي الحمقى التي قررت أن تتزوج بهذه الطريقة و التي فرطت في كل حقوقها و سمعتها و حتى استقرارها، لأن الزواج العرفي لم يكن يوماً استقراراً، إنه مجرد نزوة ،مجرد ورقة تتمزق و تغيب معها كل حقوقها، و تغيب معها كرامتها و سمعة أهلها فقط من أجل ماذا ؟من أجل رجل و هل يستحق كل هذا و هل يستحق كل هذه التضحيات ،لو كان يحب أو يعرف معنى الحب لما وافق على هذا الزواج وبهذه الطريقة الظالمة.
الرجل الذي يحب فعلا يخاف على سمعة من يحب و يصون و يفكر في الزواج الشرعي و في الاستقرار و المشاركة و لا يرضى بالإهانة لمن يحب.. لكنهم أصبحوا يحللون ما يريدون تحليله ،لم يكن يوما الزواج العرفي حلالاً لأن الأصل في الزواج الإشهار و الحقوق و النفقة و الاستقرار و الكرامة فأين الزواج العرفي من هذا كله ؟
والحالة الثانية من هذا الزواج تكون مبنية على أساس المصالح و الطرفان يعلمان ذلك، فتفضل الفتاة الزواج من أجل المصالح المادية ، والسؤال لهؤلاء البنات اللواتي يبعن أنفسهن من أجل المال و المصالح هل تستمر هذه المصالح التي بعن أنفسهن بالبخس من أجلها ؟
و هل المصالح يوما أهم من الكرامة؟ أهم من احترام الإنسان لذاته ،مهما ارتفع شأنه فهو سيبقى رخيص في نظر نفسه و الآخرين.
فكم أهدر الناس كل شيء قيم و مقدس بما فيه الزواج و اخترعوا أنواع زواج مثل العرفي والنكاح، وغيرها من المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان، حرمها الله وحللها البشر من أجل مزاجهم الخاص ومتعتهم الدنيوية.
كيف يحلل الله هذا النوع من الزواج و هو من قال ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ الروم: 21.
هنا تتحدث الآية الكريمة عن المودة و الرحمة و المشاركة في الحياة ، فالزواج شرعه الله من أجل الاستمرار و حفظ من خلاله حقوق المرأة و أيضا من الأحاديث التي تؤكد أن الزواج العرفي حرام و ليس حلال قول الرسول عليه الصلاة و السلام « لا نِكَاحَ إِلا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ ، وَمَا كَانَ مِنْ نِكَاحٍ عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ ، فَهُوَ بَاطِلٌ ، فَإِنْ تَشَاجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لا وَلِيَّ لَهُ ” »(27).
هنا اشترط الدين الإذن و موافقة ولي الأمر و الإشهار و التوثيق.
وتبقى كلمة..رسالتي لكل فتاة تقرر أن تتزوج بهذه الطريقة، هناك فرق شاسع بين أن تكوني زوجة و أن تكوني مستقرة و أن تقولي لكل العالم أن ذلك زوجك على سنة الله و رسوله و بوثيقة مسجلة تدعم كل حقوقك و تكونين من خلالها محترمة، على أن تكونين جارية و عبده لشخص لا يحترمك و عندما يتركك فستخسرين كل شيء.