خلال الفترة الأخيرة بعد زيارة بعض المراكز الانتخابية لبعض المرشحين لفت انتباهنا غياب النية لدى بعض الناخبين في التصويت لانتخابات المجلس الوطني لأسباب غير منطقية، وأكثر ما يقال في هذا الشأن ما الذي سنستفيده من الأعضاء بعد وصولهم للمجلس الوطني الاتحادي؟ فيما يعتبر بعضهم الآخر أن صلاحيات المجلس الوطني ما زالت على ماهي عليه، في حين ترى قلة أنها لا تعرف أحداً من المرشحين فلا يرغب هؤلاء في منح أصواتهم لأي من كان، فالصوت في نهاية الأمر، أمانة.
ومع احترامنا للجميع ووجهات نظرهم فلا بد من العودة لحقائق هي الأساس في الانتخابات، الحقيقة الأولى هي أن برامج من ترشحوا لعضوية المجلس لم تأت بالجديد، فالبرامج متشابهة، والأهم من ذلك أن كل ما يطرح في البرامج الانتخابية لا يعني أن الإمارات كدولة لم تمنح قطاعاتها حق الاهتمام والرعاية خاصة قطاعي التعليم والصحة، إلا أنها تبقى كحكومة بحاجة إلى مشورة المجلس ليكون معينا لها في خدمة الوطن. ودعم المجلس سيكون بما يطرحه الأعضاء من توصيات وأفكار وبما يعرضونه من مشكلات.
أهم أهداف برنامج التمكين السياسي رفع الوعي السياسي لدى المواطنين، وتحقيق مشاركة المواطن السياسية، وإسهامه في تحمل المسؤولية وصولا إلى هدف أكبر وهو توسيع صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي ليكون أكثر فاعلية، وهو الأمر الذي لن يتحقق إلا بزيادة الوعي وتحمل المسؤولية والتأكيد من خلال ممارساتنا ناخبين ومرشحين وأعضاء في البرلمان على رغبتنا في تفعيل دور المجلس وتوسيع صلاحياته.
إذا لم نصوت ولم نختر من نتوسم فيهم الخير من المرشحين ستنخفض نسبة المشاركة في الانتخابات، وستكون آثارها سلبية على المجلس، وسيبعث هذا رسالة سلبية وهي أننا لسنا راغبين في التدرج السياسي ولسنا مع الانتخابات لمجلس يمثل الشعب.
نتمنى من الجميع المشاركة والحضور حيث إن شعار الانتخابات هذه السنة #صوت_للإمارات وهذا هو الهدف الأسمى من مشاركة الناخبين، فعندما تمنح صوتك للإمارات فإنك لا تمنح المرشح وحده دعماً بل إنك تدفع بدولتك إلى خطوات أكبر لتفعيل دور المجلس وتوسيع صلاحياته.