كتبت منذ وقت قليل مضي عن الجرائم «الفيسبوكية» التي انتشرت كالنار في الهشيم حول تعدد مجموعات وصفحات تعلن عن تسهيل زواج المتعة للإيقاع بخيرة شبابنا الذي يبحث عن زوجة فيسبوكية، تلك الجريمة التي باتت تنسجها شبكات الاحتيال في مصر والعالم العربي.
واليوم قرأت خبراً للزميلة والصديقة الكاتبة الصحفية الأستاذة نجوي عبدالعزيز خبيرة الملف القضائي بجريدة الوفد، وبعد قراءة الخبر انتابتني حالة من الفزع والهلع خوفاً علي جيل كامل من الشباب والفتيات، الخبر يحمل كارثة قد يعتبرها البعض حالة من التسلية لأولادنا، إلاّ أنّ الحقيقة تؤكد غير ذلك، فاللعبة التي أصبحت تهدد المجتمع العربي و المصري علي وجه الخصوص تحوّلت إلي بلاغ أمام النائب العام، تقدم به عمرو عبدالسلام المحامي ،بعد أنّ أصبح المجتمع المصري حقل تجارب للأجانب يلعبون فيه كيفما شاءت أفكارهم، وكأنّ الشباب المصري مستهدفاً لتحويله إلي أعضاء في الخلايا الإرهابية لضرب استقرار الوطن برغم إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي الحرب علي الإرهاب.
اللعبة تسمي« PUBG» «PlayerUnknown’s Battlegrounds » (أو بوبجي) وتعني ساحات قتال اللاعبين المجهولين أخترعها خبير إيرلندي إسمه «بريندان جرين» وتم تسويقها عن طريق شركة تينستت الصينية « tencent holdings limited »، اللعبة يشارك فيها عشرات اللاعبين علي شبكات الإنترنت صدرت في 23 مارس عام 2017 وظهرت عبر وسائل «السوشيال ميديا» ويتم اللعب بأسلوب التصويب من منظور الشخص الأول أو الثالث ويصل عدد اللاعبين فيها إلي مائة لاعب ولاعبة كلاً منهم يهدف أن يكون هو الشخص الناجي الأخير، الأغرب والأخطر أنّ اللٌعبة تسببت في ارتكاب العديد من جرائم القتل كما جاء بالبلاغ المقدم للنائب العام.
والمٌزري في الأمر أنّ اللعبة التي يمارسها آلاف الشباب والفتيات في ساعات متأخرة من الليل عبر أجهزة التليفونات المحمولة والكومبيوتر المكتبي تحض علي تعليم الشباب خاصة المراهقين العنف وخطط القتل، مما يهدد الأمن الاجتماعي للبلاد، وهنا تكمن الخطورة، فقد يتم تجنيد من يتعلم إتقان اللعبة للتعاون مع الشبكات الإرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والغريب أنّ هناك دول حجبت اللعبة كما جاء في البلاغ منها الهند التي فرضت عقوبات لردع المستخدمين، واعتقلت مؤخراً 10مراهقين كانوا يمارسون هذه اللٌعبة، أمّا العراق فأصدر برلمانها تشريعاً عاجلاً لتجريم هذه اللٌعبة، وجاء في بلاغ المحامي إلي النائب العام كما نشرته«الوفد» أنّ العديد من دول العالم اتجهت إلي حظر وتجريم استخدام هذه اللعبة، إلاّ أنّ الحكومة المصرية لم تحرك ساكناً حتى الآن وتركت شباب مصر يقع فريسة سهلة في يدي سماسرة التنظيمات الإرهابية لتجنيدهم للقيام بأعمال إرهابية داخل مصر والأوطان العربية والتي أستهدفها مخترع اللعبة الإيرلندي، هذه الدولة التي تشتهر فيها تنظيمات التطرف الديني المعادي للإسلام خاصة أحزاب اليمين المتطرف.
وزاد الطين بله تجاهل الآباء والأمهات خطر هذه اللٌعبة التي دخلت كل البيوت المصرية والعربية وباتت تهدد مجتمعنا وشبابنا في ظل غياب الرقابة الأٌسرية، وكانت تقارير صحفية قد ذكرت أنّ تأثير ألعاب «الموبايلات وأبرزها لعبة «بوبجي» وصل إلي وقوع حالات طلاق كثيرة بين الأزواج في بعض البلاد، كما سببت اللعبة المشاجرات والقتل بين بعض اللاعبين، وصدرت عدة فتاوي تحرّم اللٌعبة لأنّها تسبب الإدمان والعداوة».
ونعود إلي بعض المعلومات التي توفرت لي عبر وسائل البحث عن مبتكر اللٌعبة« Brendan Greene » هو شخص مريض اجتماعيا، لم يتجاوز عمره الواحد والأربعين عاماُ ولم يحلم يوماً أن يكون مصمماً للألعاب بل كان يعتبر نفسه لاعباً، لم ينجح في زواجه، فبعد حدوث مشاجرات وخلافات قام بطلاق زوجته بعد أن دمر حياته العاطفية، وكانت العاب الحرب هي محور حياته، مثل لعبة« Arma 2» وهي لعبة محاكاة حربية-عسكرية، سرقها وقام بتعديلها بعد أزمته العاطفية، وغيّر أسمها لتصبح «بوبجي» وراقت له فكرة وضع اللاعبين أمام بعضهم بعضاً ليتقاتلوا، ووضعهم في رٌعب حقيقي وواقعي وصرح مبتكر اللٌعبة للصحف أنّ حياته تتوقف علي موت بقية اللاعبين معه، بعد قضاء عدة ساعات أمام شاشات المحمول أو أجهزة «الكومبيوتر المنزلي » مما يهدد الحالة الصحية والمزاجية للاعبين وهذا مكمناً آخراً للخطر الذي يتعرض له شبابنا وبناتنا، ومن هنا أتقدم ببلاغ إلي كل من يهمه أمر جيل كامل من الشباب قد يأتي يوماً من بينهم وزيراً أو مسؤولاً كبيراً يجلس علي مقعد المسؤولية!!