يبدو أنّ الشعب السوداني لم يتعلّم الدرس من ثورات الدول العربية التي سبقتهم، فكما استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية وائل غنيم من مواليد ديسمبر 1983وهو مهندس مصري أطلق علي نفسه وصف ناشط سياسي، ويعمل مديراً إقليمياً لشركة«جوجل» لتأجيج الشعب المصري وبث فتيل الفتنة بين أفراد المجتمع بعد استغلال وفاة مدمن المخدرات خالد سعيد، هذا العميل قابلته بالصدفة في مكان مظلم داخل أحد الأندية الكبري خلال أيام ثورة يناير2011 وهو يجتمع مع وزير سابق وعدد كبير من الشباب ليرسم لهم خريطة التحركات في الميادين والشوارع، وحين علم بشخصيتي انتابته حالة من عدم الاتزان والخوف وعلمت بعد ذلك أنّه كان يتحرك عبر تعليمات من السفارة الأمريكية بالقاهرة، وبعدها الجميع يعرف ما حدث في مصر.
وبنفس الطريقة تستخدم أمريكا اليوم عملاء جدد من بعض أبناء السودان الذين يعيشون في معظم الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم نشطاء، منهم أساتذة جامعات، ومنهم طلاب جامعات، هؤلاء يقومون الآن بتأجيج النار في شوارع السودان الشقيق، حتى سُمع صوت لهيبها، وامتد الحريق في الدار عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وكان للهيبها صوت ينادي الشعب السوداني، كفاكم إشعالاً لنار الخصومة، فالعداوة والحقد لن تبني الأوطان.
يا من تعيشون خارج وطنكم وتحصلون علي الدولارات الأمريكية لتنفيذ المخططات الأمريكية – الإسرائيلية سوف يكشفكم التاريخ قريباُ كما كشف التاريخ ابن غنيم في مصر، فمهما كان حجم الفساد الذي ارتكبه الإخواني عمر البشير الرئيس السوداني المخلوع، فالشعب وقف له بالمرصاد ونجح في طرده من مقعد الحكم في البلاد، واليوم عليكم بتحكيم عقول أصحاب الرؤى من العلماء وكبار السياسيين الشرفاء للحفاظ علي سلامة الشعب السوداني من الفتن والتمزّق، قبل أن تندمون يوم لا ينفع الندم، فليست بمواقع التواصل الاجتماعي تبني الأوطان وتنهض الشعوب، فمن المعروف من خلال تجارب الدول العربية التي قامت بثورات ضد حكامها، أنّ هذه المواقع كانت لها تأثير خطير في اندلاع الثورات التي أحرقت الشعوب، فأجيجها تفاعل كيميائي شديد يوّلِد حرارة تكفي لإحداث انفجار!!
الغريب في أمر السودانيين أنّ هناك ما يسمي بتجّمع المهنيين،الذي يطالب بحل المجلس العسكري الحاكم واستبداله بمجلس مدني يضم عسكريين، ومن هنا ستشب الخلافات وتشتعل نار الخلافات لأنّ المجلس المدني سيتم تشكيله من عدة قوي سياسية مختلفة الاتجاهات، مما يزيد من حدة الخلافات، فهناك تيارات وأيدلوجيات مختلفة المزاج داخل هذا المجلس الذي سيٌختلف علي أسماء البعض منهم ونذهب إلي حسبة برما دون الوصول إلي حلول تنقذ البلاد من حرائق غابات تخفي خلف أشجارها أفراداً وجماعات من العملاء كل همّهم وقوع الدولة في غيابت الجٌب، وأري أن يقوم المجلس العسكري الحالي بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان بتقليل فترة بقاؤه في الحكم لأقل من عامين ولتكن فترة لا تزيد عن ستة أشهر بعدها يعلن عن فتح باب الترّشح للانتخابات الرئاسية، ومن هنا نكون قد أغلقنا الباب أمام عملاء الأمريكان الهاربون خارج وطنهم، وأفشلنا خططهم في ضرب وحدة الشعب السوداني الشقيق .
حكموا العقول يا أهل السودان ، وأغلقوا أبواب دخول الأعداء إلي بلادكم، فالكل طَامعٌ في خيرات السودان ومواردها التي كانت سلة غذاء العالم في وقت من الأوقات..