لم يكن من باب الصدفة أن تتبنى قناة الجزيرة الإنجليزية قضية الإخوانية المصرية هدى عبدالمنعم بتاريخ 13 فبراير الماضي، وتبث عنها فيديو تمثيلي عاطفي تستضيف فيه ابنتها وهي تبكي وتطالب بإطلاق سراحها، بعد أن تم القبض عليها في مصر لصلاتها بالتنظيم الإرهابي ونشاطاتها معه، ثم فجأة تتبنى الإخوانية الأمريكية من أصل صومالي عضو الكونجرس عن الحزب الديمقراطي (إلهان عمر) نفس القضية، وتطلق دعوات إلى إطلاق سراح الإخوانية هدى عبدالمنعم.
العلاقة بين الإخوانية إلهان عمر وقناة الجزيرة وبالتالي النظام القطري لم تعد خافية على أحد، وهي تكشف نموذجا واضحا من النماذج المتعددة والكثيرة لأهم ملامح نفوذ النظام القطري في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه المرة فيما يتصل بتجنيد ودعم أعضاء في المؤسسات التشريعية وتسخيرهم لخدمة الأجندة الإخوانية داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية.
إلهان عمر تلقى دعما من المنصات الإعلامية القطرية، وتلقى تأييدا من عناصر تنظيم «الإخوان» حتى هنا في دول الخليج العربي، وهو أمر يميط اللثام عن التواصل والعلاقات الدقيقة والسرية بين جميع أعضاء التنظيم في كل مكان. فما شأن أحدهم هنا في البحرين أو هناك في دول أخرى في الخليج بعضو الكونجرس إلهان عمر، وبالتصفيق لها أو الدفاع عنها، أو الترويج لها طوال الوقت؟ وما سر هذه العلاقة العابرة للقارات والمحيطات يا ترى؟
بتاريخ 23 مارس الماضي، وخلال فعالية أقامتها منظمة «كير» التابعة لتنظيم «الإخوان المسلمين» في الولايات المتحدة الأمريكية، استهزأت إلهان عمر بهجمات 11 سبتمبر الإرهابية التي ضربت برجي التجارة العالميين في 2011، حيث قامت بالتقليل من شأن تلك الهجمات، وسرعان ما قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرد على الإخوانية إلهان عمر بنشره تغريدة تتضمن فيديو الهجمات الإرهابية ويقول في تغريدته «سوف لن ننسى».
من الإخوان في واشنطن إلى الإخوان في مصر إلى الإخوان في الخليج وفي كل مكان، خيوط وحلقات وشبكة متداخلة من العلاقات السرية والخفية ومن التفاهمات الدقيقة على حساب أمن واستقرار دولنا.
mubarak_bh@yahoo.com