نون والقلم

المستشار بهاء ابوشقة يكتب: مرفوض هذا التصرف

معروف أنه طبقًا لقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أنه لا يحق لأية دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر لأي سبب كان في الشئون الداخلية والخارجية لأية دولة أخرى.. كما أن الميثاق يؤكد أنه من واجب جميع الدول ألا تهدد باستعمال القوة أو تستعملها ضد سيادة الدول الأخرى أو استقلالها السياسي أو سلامتها الإقليمية.

وتؤكد الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن عملية إحلال السلم والأمن الدوليين والمحافظة عليهما وتعزيزهما تقوم على أساس الحرية والمساواة وتقرير المصير واحترام سيادة الدول.. والمعروف أيضًا أن هناك حقًا سياديًا لأية دول في تقرير نظامها السياسي والاقتصادي والثقافي بحرية.. ويأتي هذا من سيادة جميع الدول واستقلالها السياسي وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية وأمنها، بالإضافة إلى الحفاظ على الهوية الوطنية والتراث الثقافي لسكانها.

إذا كانت مصر ممثلة في وزارة الخارجية قد أكدت احترامها بعدم التدخل في الشئون الداخلية لأية دولة، فإن أكبر الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة يجب أن تلتزم بضرورة عدم التدخل في شئون الدول. وهناك واجب على الدولة في الامتناع عن التدخل المسلح أو التخريب أو الاحتلال العسكري أو أي شكل آخر من أشكال التدخل سافرًا كان أو مستترًا، يوجه إلى دولة أخرى أو إلى مجموعة من الدول، أو أي عمل من أعمال التدخل العسكري أو السياسي أو الاقتصادي في الشئون الداخلية لدولة أخرى بما في ذلك الأعمال الانتقامية التي تنطوي على استعمال القوة.

والشعوب بطبيعتها وتكوينها ترفض تمامًا أي تدخل يمس سيادة أوطانها، والولايات المتحدة التي يجب أن تكون أول من يطبق القانون والقرارات الدولية وتلتزم بميثاق الأمم المتحدة لا تفعل ذلك، وتصر على ممارسة أعمال التدخل في سيادة الدول.. والموقف الرسمي المصري دائمًا ما يتخذ المواقف المناسبة طبقًا للقرارات الدولية المنظمة لذلك. وبالتبعية فإن الشعب –أي شعب– يرفض بشدة أية وصاية على سيادة أي دولة.

واسألوا التاريخ ليجيب عن هذا التساؤل المهم من الذي يتدخل في شئون وسيادة الدول، سنجد الإجابة على الفور أن الولايات المتحدة هي التي تصر على التدخل في  شئون الدول.. والتاريخ يعلمنا أن بداية ظهور الولايات المتحدة أنها نصبت نفسها وريثًا للاستعمار التقليدي بعد ضعف بريطانيا، وأعلنت عن تدخل سافر في شئون وسيادة الدول، عندما رفضت شعار تطبيق الديمقراطية في الدول العربية بحكام ديكتاتوريين.

وكتاب نكبة الأمم الصادر منذ زمن، نجد فيه مسئول المخابرات المركزية، يعلن أن أمريكا فرضت نفسها على أنها الوريث الشرعي للاستعمار التقليدي، وأن بلاد الشرق طبقًا لما ورد مع أفكار كثيرة، أن العرب لا يصلح معهم سوى الديكتاتورية من خلال حكام هذه الدول.. ولذلك وجدنا أن أمريكا التي رفضت الاستعمار التقليدي قامت بسلسلة انقلابات كثيرة في عدة دول ويأتي على رأسها سوريا. بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة هي التي صنعت الجماعات الإرهابية مثل جماعة بن لادن وغيرها الكثير ووقفت إلى جوار هذه الجماعات ومولتها بالمال والسلاح.. يعنى أن الاستعمار الأمريكي اتخذ وسائل وطرقًا مختلفة عن الاستعمار القديم..

وللحديث بقية…

رئيس حزب الوفد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى