نون لايت

عاطف دعبس يكتب: الحرية «إيجابية»

حرية الإنسان في أبسط معانيها وفق ما أفهمه، أن يكون إيجابيا حتى في الأمور التي قد يراها البعض سلبية، وقمة السلبية هي منتهى الديكتاتورية والقمع.

هذا رأى يعتمد على منطوق « قيمة الإنسان في وجوده الحي والمؤثر..  فغير ذلك يكون الكلام عن إنسان عديم المعنى والقيمة.. فالوجود إيجابية والفناء «سلبية».

وصاحب الموقف إنسان حر يشعر بقيمته ويسعى لترسيخ قواعده، بكل السبل الشرعية وحتى غير الشرعية والقانونية وحتى غير القانونية.

والمعنى أن السلبية ليست موقف في ذاتها، فهي تضعك في خانة «المتلاشي.. أو شيء بلا شيء أو معنى»،أقول ذلك كمقدمة لمن يعتبر الانحياز للبعد وخانة العدم سواء..  وأن الاختلاف. مجرد سفسطة وجدال مع طواحين هواء.

الحياة إذن، حضور  ووقت يثمن وجودك بحيز الهواء الذي يدخل رئتيك، ويوسع شعبك الهوائية.

وكل ما سبق، مدخلي للحديث عن الدستور والاستفتاء عليه، ووجودك في لجنة الاستفتاء كشرح لفكرتك عن وجودك كقيمة في هذه الدولة وعلى تلك الأرض.

سيان عندي رفضك أو موافقتك على تعديل الدستور، وسواء كنت ممن يقول نعم، وأن الدستور ليس قرأنا، وهو مجرد منظومة بشرية وضعت لتنظيم حركة الناس وتحديد العلاقة بين الشعب ونظام الحكم والقواعد الحاكمة.. وأنه مجرد فقرات جمعت من خبرات الحياة وطبيعة البشر وأسس العدالة وقيم الخير، وتعديل الدستور وتغيير بعض فقراته بالحذف والإضافة من طبيعة الأشياء  ووفق الطبيعة والواقع والمنطق.

و التعديلات الدستورية  ليست بدعة بل هي ضرورة حتمية للانطلاق نحو مستقبل أفضل تحقق فيه مصر التنمية المستدامة والرخاء المنتظر بوعي وصدق، والتعديل والتغيير من ضرورات الحياة فلا شيء مقدس في إدارة الدولة ووضع أسس الحكم والقانون، فالدولة تتحرك بآليات مراحل متغيرة والدستور يضعه المتخصصون ويوافق عليه الشعب.

أو كنت من الرافضين والمنتقدين للتعديل وترفض كل الدستور لأنه لا يتطابق مع وجهة نظرك وأن مجلس الشيوخ مثلا لا لزوم  له وسيكلف الدولة أموال بلا طائل ولا عائد وأن  وجود نائب لرئيس لن يفيد لأنه سيكون مجرد منصب شرفي، والمرأة لا يجب أن تحظى بميزة نسبة مقرره في مجلس النواب، وأن مدة الرئيس في الدستور  الحالي كافية و 4 سنوات معقولة فلا داعي لمدة 6 سنوات.

كل ذلك من حق الموافق والرافض، ولكن قيمة موقفك تتحدد  بحضورك في لجنة الاستفتاء لتوثق نبض قلبك وأنك إنسان حر سواء كنت مؤيدا أو معارضا، ولكن أن تجلس في  بيتك ولا تشارك، فأنت بذلك مجرد دمية لا ثمن ولا معنى لها.

وعن نفسي فأنا سوف أشارك في الاستفتاء وسأقول « نعم»  للتعديلات.. لأنني مقتنع بوجهة النظر الأولى وأن مصر على الطريق الصحيح.

شاركوا في الاستفتاء وقل لمن حولك أنا حر  وموجود وهذه قيمتي وقل خلف ستارة التصويت نعم أو لا.. وأستنشقك هواء بنفس عميق وأخرج من اللجنة وقل أنا موجود وتحيا مصر.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى