نون لايت

« رغبة» تناولت المسكوت عنه على مائدة مكتبة الدقي

في ندوة استضافتها مكتبة الدقي مساء أمس ، تمت مناقشة المجموعة القصصية « رغبة» للكاتبة سمية عبد المنعم، والصادرة عن دار المكتبة العربية للنشر والتوزيع .

أخبار ذات صلة

ناقش المجموعة كل من النقاد : منى ماهر ، عادل عبد الرازق، عمر القيصر، حسام يحيى .

وحضر اللقاء لفيف من الأدباء والصحفيين والمثقفين ، منهم: الكاتب محمود السيد ، الكاتب محمود شوقي، د.احمد سامي، م.محمد قنديل ، الكاتب الصحفي حسين متولي ، ا. هدير إسماعيل ، وغيرهم .

بداية قالت القاصة والناقدة منى ماهر : تدور مجموعة رغبة حول جسد المرأة وكيف يتعامل معه الناس.مضيفة أن الكاتبة استطاعت أن تقسم القصص لعدة محاور، يتناول بعضها خضوع المرأة لجسدها، وأخرى تستغل بها المرأة جسدها لتصل لغايتها ورغبتها.

 

وأضافت منى أن قصة (التوءم ) على سبيل المثال ، توضح الكاتبة من خلالها كيف ينظر الآخرون لجسد الفتاة والمرأة منذ صغرها، وكيف تم حصر المرأة في جسدها.فيعد تأمل الجسد بمثابة اللحظة الفارقة، في حياة كل من الفتاتين، ونقطة تحول، حيث نقل الفتاتين في مغامرة ورحلة لمعرفة خبايا هذا الجسد، لتبرهن لنا الكاتبة أن جسد المرأة باستطاعته أن ينقلها من مرحلة إلى مرحلة أخرى.

أمّا قصة “الخروج”،فتأتي في إطار القصص التي قهرت بها المرأة جسدها، حيث تدور أحداثها حول فتاة، قابلت جارتها التي لفتت نظرها حول ظهور ملامح البلوغ لديها، لتذهب هذه الفتاة لبيتها، وتحاول بكافة الطرق كبح هذه الملامح، لعدم استيعابها كيف لهذا الجسد أن ينقلها من عالم الطفولة إلى عالم آخر.

واستكملت منى أن الكاتبة سمية عبد المنعم تتناول في مجموعتها المسكوت عنه، حيث صورت المرأة وهي تنتقل بجسدها إلى مراحل عدة، حيث تناولت هذا الجسد بشكل إنساني بحت، يستقبل الألم، واللذة، والخوف، وحتى الرفض، فالكاتبة تحاكي المجتمعات التي ترفض حرية المرأة وحرية جسدها، لذا تحمل كل قصة بيئة محيطة معينة تلزمها بإخفاء معالم هذا الجسد، ففي قصة بلوغ” يظهر عنف وجهل الأهل تمامًا، حيث قابلت الأم خوف وقلق ابنتها بالتعنيف وليس بالاحتواء، وهو ما نراه في كثير من العائلات والأسر.

وأردفت أن الكاتبة قسمت جسد المرأة إلى ثلاثة انواع:  الجسد الذي لا تريد الخضوع له، والجسد الذي تريد أن تكون المرأة أقوى منه، والجسد الذي استسلمت له المرأة، كما عبرت عما تريد أن تقوله بعباراتها الرقيقة السلسة،و تحدثت عن المرأة الظالمة التي تخضع لجسدها ولشهواتها، لتبين أن المرأة مثلها مثل الرجل تقع في الخطأ، معبرة عن كل فكرة  بخفة في السرد وعذوبة في اللغة.

“إن الكاتبة سمية عبد المنعم تقترب في مجموعتها من الأدب الإيروتيكي، الذي يدور حول استخدام جسد المرأة وتحميله قضية معينة يعبر عنها محور الحدث”هكذا قال الناقد والروائي عمر القيصر  ، مضيفا: فالكاتبة قسمت جسد المرأة إلى ثلاثة: الجسد البكر، والجسد الشهواني الذي خضع لكل شيء، والجسد العصيّ، الذي يعمل على مقاومة الرغبة، فكل قصة داخل المجموعة القصصية “رغبة”، تحمل قضية معينة، ولكن الشيء المشترك بين كل هذه القصص هو وجود الجسد المتضرر الذي يعبر عن أزمة.

وأضاف القيصر أن المجموعة تستند على التحليل الفرويدي، وهو تحليل المواقف القائم بين الجنسين على أساس مواقف نفسية، حيث حولت سمية دور المرأة من المفعول به إلى الفاعل رغم كونها مثلت في بعض الأحيان الجانب السييء في القصة، وهنا ظهرت براعة الكاتبة في تصوير الأشياء على حقيقتها، أمّا الشخصيات الذكورية فكانت شبه ضبابية، وهذا ما يطلق عليه “قلب الأدوار”.

وأردف القيصر أن قصة “سعاد”، تدور حول تيمّة الجسد المثال، وهو اعتياد الرجل على جسد معين، وهذا له أثر سلبي في حياة الرجل على المدى البعيد، وقصة “هو”، تبين كم أن المرأة رغم صغر سنها تستطيع أن تشعر بالحب وأن تحركها هذه المشاعر، لمجرد الاهتمام من شخص غريب حتى وإن كان اهتماما مقنعا وزائفا، أما قصة الخروج فهي توضح تعامل المجتمع مع الجسد المرأة، وتسييجه، أي تسييج الأنثى بالعادات والتقاليد، وعندما تقع في مصيدة الشك يحدث ما يسمى بالتقييد، وهذا يعد وصمة عار في حياة كل امرأة.

واستكمل أن قصة الآخرون، تصور خطيئة الأنوثة وهي شعور الفتاة أن أنوثتها خطيئة وعليها أن تخفيها، وكأنها تحمل شيئا يدينها، لذا تحاول أن تتشبه بالرجل وإخفاء معالمها الفاتنة.

واضاف ” عمر” أن أجمل ما تضمه المجموعة، هو شعورك أن الكاتبة لا تكتب للمرأة فقط، بل تكتب أيضًا وتصور أن المرأة تستطيع أن تلعب أدوارا شريرة، كما قررت الكاتبة أن تتكلم عن قضايا مسكوت عنها ومنها زنا المحارم، وكأن معالجة هذه القضايا يقلل من حدة حدوثها، فاستطاعت سمية أن تحول  المرأة إلى الشريرة المضادة، وهنا تعاملت بموضوعية وذكاء في تناول القصص.

بينما قال الكاتب والناقد عادل عبد الرزاق إن عنوان المجموعة القصصية رغبة، يحمل القارئ إلى مزيد من الشغف في محاولة لمعرفة محتواها، مثنيا على اختيار الغلاف الذي بدا معبرا عن الفكرة العامة للمجموعة.

مضيفا ان في قصة “سعاد”، يعد التقاء الرجل بالأنثى وبحث الرجل عنها غاية حياته، فسعاد أقوى من الرجل لانها جعلت له غاية يبحث عنها وهنا تظهر السيطرة الحقيقية للمرأة على الرجل، فالمرأة هي أساس المجتمع منذ بداية الخليقة، وعمدت الكاتبة إلى تسمية الرجل “هو”،والحديث عنه بضمير الغائب دون إطلاق عليه اسم على عكس البطلة ” سعاد” ؛ وهذا دلالة على عدم وجوده وتأثيره في القصة، أّمّا قصة “الكشك الخشبي”، فقد تناولت الختان بطريقة واقعية جدًا ومؤلمة في ذات الوقت، وكأن الكاتبة صورت المشهد أمامها ورصدته.

وأردف عبد الرازق أن الكاتبة سمية عبد المنعم تعلم ماهية القصة القصيرة، وتستطيع معالجتها باقتدار، كما تبرع في معرفة اللقطة الكاشفة في نهاية كل قصة، فقد أجادت كتابة القصة إجادة كاملة.

بينما قال الكاتب محمود السيد ان المجموعة تعد صرخة انثى في وجه المجتمع والتقاليد، وربما ثورة من الانثى على كونها انثى او خلقت هكذا.

مضيفا أن المجموعة تحمل الكثير من المشاعر الراقية والاحاسيس الصادقة، وقد تأثرت  الكاتبة بلغة نجيب محفوظ، فأنا المح بعض مفردات لنجيب محفوظ في المجموعة ، بينما استطاعت ابتكار مفردات وصور مختلفة صنعت لها لغة متفردة.

يذكر ان “رغبة” هي المجموعة القصصية الثانية للكاتبة، حيث أصدرت مجموعتها الأولى “جنون الحب” عام 2016 عن دار كتبخانة، وتناولت خلالها أدب الجريمة عبر مجموعة من الجرائم والحوادث التي وقعت بالفعل.

وآخر اصداراتها  ديوان في شعر العامية بعنوان ” شبابيك ” عن دار المكتبة العربية للنشر والتوزيع.

يشار إلى أن سمية عبدالمنعم هي كاتبة وصحفية بجريدة الوفد المصرية ، وتراس قسم الفكر والابداع بموقع الوفد الالكتروني ، وعضو اتحاد كتاب مصر.

ولها العديد من المقالات والقصص المنشورة بصحف ومواقع مصرية وعربية.

أخبار ذات صلة

Back to top button