أمريكا تدعو السلطات السودانية إلي احترام حق السودانيين في التظاهر سلمياً،في الوقت الذي تمد فيه المعارضين بالسلاح استعدادا للمواجهات بين جميع الأطراف ، وفي ليبيا دعي الرئيس الأمريكي «ترامب» إلي وقف الحرب الدائرة هناك، وفي نفس الوقت تعلن واشنطن عن سحب قواتها من الأراضي الليبية بعد نجاحها في زيادة حدة الصراع وبيع السلاح للمتصارعين عبر البحر بالرغم من أنّها لم تعلن قبل ذلك عن وجود قوات لها داخل المياه الإقليمية الليبية.
وفي اليمن تقف أمريكا مع الطرفين حوثيين وسٌنة فتارة تزوّد الحوثيين بأحدث الأسلحة ، وأخري تمد يد العون لحكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن طريق تسليحه ودعم دول التحالف العربية لتحقيق أمنها ومواجهة المد الشيعي الإيراني في الوقت الذي تمد فيه أمريكا إيران سراً بالسلاح لمساعدة الحوثيين ضد دول التحالف تارة ، وقوات عبد ربه منصور تارة أخري ،وفي سوريا تقوم أمريكا بإشعال الصراع بين السنة والشيعة واستخدام الدب الروسي هناك، وتجنيد أرودغان لزعزعة أمن السوريين.
أليس في هذا رسالة لكل زعماء وشعوب العرب يا من تتبارون بشعار الوطنية، ألم يكن فيكم رجلٌ عاقل يعي مصالح شعوبه الجوعي ، تركتم العدو ينهش في أموالكم ويعتدي علي أعراض نساؤكم ،ولم يتحرك فيكم أحد قيد أنملة، غابت النخوة والرجولة وجاء الرضوخ والمهانة والمذلة عنواناُ تذهب إليه خطابات الاستنكار والشَجب والتنديد، ليستلمها سعاة البريد لتوزيعها علي الشعوب الثٌكلي وأبناء الشهداء، كفاكم دماراً وحروباً يسيل فيها دماء المسلمين، أنتم الخاسرون، وأمريكا هي الرابحة من بيع السلاح وشراء البترول بأبخس الأسعار.
بشار في سوريا يجلس في قصره وينعم مع أسرته بأفضل المأكولات ،في الوقت الذي يموت فيه آلاف الأطفال والآباء والأمهات جوعاً وبرداً في مخيمات اللاجئين في لبنان وتركيا، ورغم ذلك غابت عن بشار كل معاني الإنسانية وانتصرت نشوة حب الذات والتمسك بمقعد الرئاسة، لن ينتصر أي رئيس منكم في هذه الحروب، فالنصر هو حليف أمريكا وحلفاؤها من دول أوربا، سيتم توزيع دولكم كغنائم حرب بينهم بعد التخلّص منكم بالقتل أو اللجوء السياسي للبعض فقط، وفي النهاية تكتب أسماءكم علي صفحات الصحف في بضع كلمات، الرئيس «الفلاني» يلجأ إلي أمريكا طالباً حق اللجوء، أو اغتيال الزعيم «الفلاني» بيد مليشيات مسلحة وتقطيع جثتِه، أو هروبكم سراً إلي دول بعيدة تنفقون الأموال التي سرقتموها من شعوبكم علي ملذاتكم، تاركين وراءكم شعوباً تموت من الفقر والعراء في البرد القارص ،والعطش الذي داس علي أجساد الشعوب، جعلتم من الأجيال القادمة إن بقيت مشاريع إرهابيين تقتل كل من يقابلهم بعد غياب الانتماء لدولهم وعروبتهم..
أليس فيكم رجلٌ رشيد، أم أنّ رشيد مات وحصل علي الشهادة بعد اعتراضه علي ما يجري داخل الأراضي العربية !
أكتب سطور هذا المقال وكلي همٌ وغمٌ علي أمتنا العربية التي ضاعت طمعاً في حفنة دولارات أمريكية مقابل الخدمة التي يؤديها بعض الرؤساء للعدو الأمريكي !
من يلتحف أمريكاً غطاءاً له سوف يأتي يوماً عليه ليجد نفسه عارياً بلا غطاء ،وقتها سيلعنٌه شعبٌه ويبصق عليه ،فحذار للجميع أن يستمر الوضع علي هذا الحال ،فالحروب لن تدوم طويلاً فسوف يروح الرؤساء ،وستبقي الشعوب لتعيد بناء الأوطان من جديد بعد أن دمّرتها الحروب..تحيّة للشعوب العربية التي مازالت تعيش علي أمل العودة ..