الحديث عن القوانين المغيبة لا ينقطع، فهناك ترسانة قوانين معطلة في كل مناحي الحياة، في حين لو تم تفعيلها لتغير تماماً وجه الحياة في مصر .. لكن يبدو أن عهود عدم احترام القانون وفرض سطوته التي استمرت عشرات السنين ، تركت آثاراً مدمرة على الحياة العامة والاجتماعية والسياسية بالبلاد.. وفى الدولة الحديثة التي يسعى الجميع لأن تتحقق، لا بد من تفعيل القوانين التي هجرتها السلطة التنفيذية، وأصبحت الدنيا «سداح.. مداح».
وفى ظل أزمة الكهرباء الخانقة التي تعانى منها البلاد نجد أن هناك قانوناً مهماً بشأن فتح وإغلاق المحلات، ولا أحد يهتم بتطبيقه أو تنفيذه ، ونجد محلات تسهر حتى الصباح رغم عدم وجود حركة بيع أو شراء، وتستهلك إنارة متزايدة عن اللزوم، كما أن هناك محلات تتغالى بشكل فج في الإنارة داخل المحلات وخارجها..
والأخطر منها المقاهي التي تزايدت بالشوارع والحواري والميادين في المدن والقرى والكفور وحتى النجوع، فأعداد المقاهي في تزايد مستمر، بل ونجد في بعض الشوارع مقاهي كثيرة، لا تبعد الواحدة عن الأخرى سوى بضعة أمتار، وأحياناً نجد «مقاهي» ملتصقة لدرجة أن الزائر لها يختلط عليه الأمر وقت دفع الحساب لهذه أو تلك!!!
هذه المقاهي تسهر في الغالب حتى الصباح وعندما يأتي لا تغلق أبوابها ، يعنى أنها تفتح أبوابها عرضاً مستمراً 24 ساعة ، ولنتخيل كمية الكهرباء المستهلكة في هذا الشأن.. الحقيقة أن هناك إفراطاً شديداً في تعامل المحلات والمقاهي مع استهلاك الكهرباء.. والنتيجة التي نعانى منها أزمة بل كارثة محققة تلاحق الناس في بر مصر!!
أي قانون هذا الذي يسمح لهذه المحلات وتلك المقاهي بالعمل طوال أربع وعشرين ساعة؟!..
في الحقيقة توجد قوانين مغيبة، لو تم تفعيلها لألزمت أصحاب المحلات في الفتح والإغلاق، والقانون بطبيعته حدد المواعيد فى الشتاء بخلاف الصيف.. والمشرع الذي وضع القانون راعى كل ما فيه مصلحة البشر، وأذكر في هذا الصدد أن هناك قانوناً صدر عام 1956بتنظيم عمل المحلات، وطبعاً السلطة التنفيذية لا تنفذه ولا تبالي به..
لو أن رؤساء الأحياء والمدن والقرى التزموا بالقانون وتفعيله لتغير فوراً وجه مصر الحضاري، ولعاد إليها وضعها المشرق البراق، ولشعر الناس أن هناك تغييراً حقيقياً حدث لهم.. المفروض أن تقوم على الفور الأجهزة التنفيذية بتفعيل القانون الخاص بإغلاق وفتح المحلات، فلا يجوز على الإطلاق أن نجد محلات تسهر حتى الصباح، فلمن تفتح أبوابها فى هذه الساعات المتأخرة من الليل، هل الناس باتوا بلا عمل حتى يتوجهوا في هذه الساعات للتسوق؟
إغلاق المحلات في مواعيد محددة مناسبة بات ضرورة ملحة في ظل الظرف السياسي والاجتماعي الذي تعيشه البلاد حالياً، وأي تجاوز في هذا الشأن يساعد في الفوضى والاضطراب، وهما كارثتان تهددان قيام الدولة الحديثة التي يحلم بها المصريون بفارغ الصبر.
وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد