نون والقلم

عبدالعزيز النحاس يكتب: ليبيا في سجل فضائح الغرب

 يوما بعد الآخر تتراجع مصداقية المجتمع والمؤسسات الدولية.. ما يحدث على الأرض الليبية يكشف زيف وخداع الدول  الكبرى التي تعبث بأصابعها في الشأن الليبي، وتحاول جاهدة أن يبقى الوضع كما هو عليه حتى تنقسم ليبيا إلى دولتين أو أكثر وتصبح مكانا جديدا لتجميع الإرهابيين الذين صنعوهم في سوريا والعراق تحت مسمى دولة داعش وأدوا أدوارهم على أكمل وجه في الشمال الشرقي للعالم العربي، ولم يعد بمستغرب أن تدافع بعض القوى الكبرى عن هذه الجماعات والكيانات التي باتت الدجاجة التي تبيض لهم ذهبا وتنفذ كل السيناريوهات المطلوبة في تفكيك الدول وإنهاكها وخلق النزاعات  الطائفية والقبلية وتأجيج الصراعات وتنشيط سوق السلاح.

انفجار الغضب الأمريكي والأوروبي بعد تحرك الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر نحو العاصمة الليبية طرابلس يكشف من جديد عن زيف وخداع هذه الدول ويؤكد أن تباكيهم على العراق وسوريا لم يكن سوى محاولة خداع جديدة لتبييض وجوههم وأيديهم الملطخة بالدماء العربية.. فالجميع يعلم أن مقاتلي داعش في العراق وسوريا تسلمتهم القوات الأمريكية، والجميع يعلم أن هؤلاء الإرهابيين توجهوا إلى ليبيا عبر تركيا وبأموال قطرية، والأهم أن الواقع الليبي يكشف عن وجود جماعات إرهابية ومتطرفة تحكم وتسيطر على بعض المناطق الليبية بالمخالفة للقانون الدولي ولميثاق  الأمم المتحدة والأعراف الدولية، وأيضاً بالمخالفة للبرلمان الليبي برئاسة عقيلة صالح  وهو البرلمان الذي يعبر عن الشعب الليبي صاحب السيادة على أرضه.

إذًا القضية في ليبيا ليس لها علاقة بالشرعية الدولية ولا بالضمير الإنساني وإنما بالمصالح والسيناريوهات الغربية على أرض ليبيا الزاخرة بالنفط والحاضنة لجماعات إرهابية  تم صناعتها بأيد غربية.. والهوجة الإعلامية الغربية والتحركات التي تقودها أمريكا وبريطانيا ما هي إلا فضيحة جديدة تضاف إلى سجل فضائح الغرب من المنطقة العربية والشرق الأوسط التي لا يتوقف فيها صوت الرصاص  وعملية القتل والتشريد لأبنائها.

من هنا يجب على الشعب الليبي الشقيق أن يتعلم من دروس الماضي القريب ويقف خلف جيشه الوطني في هذه المعركة الفاصلة لتحرير دولته من كل الجماعات الإرهابية والحفاظ على وحدتها وتماسكها حتى يعود الاستقرار إلى كامل الدولة الليبية وتسترد الدولة الليبية ثرواتها وتعيد توجيهها لعملية  البناء والتعمير والتنمية لكل الليبيين الذين يعيش كثير منهم الآن في ظروف قاسية بسبب سطوة الجماعات الإرهابية على الاقتصاد الليبي ووصلت في بعض الأماكن إلى عمليات خطف ومصادرة الأملاك الخاصة بعد أن غابت مؤسسات الدولة وعلى رأسها جيش وطني يحمى مقدرات الدولة والشعب معاً.

صحيح أن قلوب المصريين جميعاً مع أشقائهم في ليبيا، ومع وحدة  وتماسك الدولة الليبية وعودة  الاستقرار لها.. ويجب أن يكون هناك مزيد من الدعم للأشقاء في ليبيا في هذه المعركة  الفاصلة حتى تعود ليبيا إلى أبنائها. وحتى تتخلص مصر من كل الإرهابيين الذين يهددون أمنها القومي.

نائب رئيس الوفد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى