نون والقلم

احمد الملا يكتب: المشكلة الاجتماعية و إقصاء القيادة الحقيقية

تتلخص المشكلة الاجتماعية التي تواجهها الإنسانية الآن بصورة عامة هي في إيجاد نظام الذي يحقق لها السعادة والرخاء والرفاهية بكل النواحي وبدرجة عالية جدًا بحيث يعم جميع أفراد المجتمعات الإنسانية بحيث لا يقتصر على فرد دون آخر أو طبقة دون أخرى أو فئة دون أخرى.

هذا ما دفع بالإنسانية وعلى مدى طويل بأن تضع أنظمة تسعى من خلالها لحل هذه المشكلة على الرغم من إن الخالق سبحانه وتعالى لم يترك الإنسانية لتواجه هذه المشكلة من تلقاء نفسها بل بعث الأنبياء والرسل ومن بعدهم الأولياء والصالحين وهم يحملون الشرائع السماوية التي تنظم حياة الإنسان بصورة عامة بينه وبين مجتمعه وبين الأفراد الآخرين من خلال تنظيم العلاقة بينه وبين ربه ؛ فمثلا الله تعالى يأمر الإنسان بالصلاة وهذه علاقة بين الفرد وربه وفي الوقت ذاته نجد إن هذه الصلاة لا تتم ولا تصح ولا تُقبل إلا إذا كانت تحث على الأمر بمعروف وتنهى عن منكر وهذا الأمر هو علاقة بين الفرد والآخرين من أفراد ومجتمعات…

أخبار ذات صلة

لكن الإنسانية أشاحت بنظرها عن الشريعة الإلهية وأعرضت عنها وعن حملتها فبحثت عن أنظمة أخرى فوجد النظام الرأسمالي والاشتراكي والشيوعي تلك الأنظمة التي سببت الويلات للإنسانية منذ تسيدها على الساحة؛ وقد دخل النظام الإسلامي ضمن هذه الأنظمة لكن وبسبب إقصاء القادة الحقيقيين الذين يحملون الفكر والنهج الرسالي الإلهي أصبح هذا النظام نظامًا فكريًا خالصًا حتى أصبح من يدعي إنه حاملًا له غير مطبقًا لتعاليمه الإلهية وغير منفذًا لشرائعه؛ بل نرى العكس تمامًا حيث إن الإسلاميين الآن يمضون القوانين والأعراف والأنظمة الأخرى ويتعاملون بها بمعزل عن النظام الإسلامي ولهذا أصاب المجتمعات الإسلامية ما أصابها من كل مظاهر التخلف والانحراف والفقر والانحلال والابتعاد عن الدين بصورة عامة …

فإقصاء القيادة الحقيقة عن ممارسة مهما أدى لهذا التدهور ولا يمكن للنظام الإسلامي أن ينجح في معالجة المشكلة الاجتماعية إلا من خلال إرجاع القيادة الحقيقة لمكنها الصحيح والتسليم لها سواء من قبل من يدعون الإسلام أو ممن يبحثون لحل للمشكلة الاجتماعية من غير المسلمين؛ ولهذا نجد إن الأنبياء والأولياء والصالحين يؤكدون على أن تكون القيادة بيد الأعلم سواء كان نبي أو رسول أو معصوم أو مجتهد أعلم وهذا ما يبينه لنا بعض أقوال النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – وبعض العلماء الربانيين كالشهيدين الصدرين قدس سريهما :

-قال رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – (( إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها، فمن دعا الناس إلى نفسه وفيهم من هو أعلم منه لم ينظر الله إليه يوم القيامة )) …

-قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره – (( إنّ القيادة لا تصْلَحُ إلّا في ثلاثة أمور: إما نبي مرسل، أو إمام معصوم ، أو مجتهد أعلم، وفي خلاف ذلك، فإنها قيادة ضلال، واتّباعها ضلال)) …

-قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر – قدس سره – (( كل من تصدى لقيادة المجتمع وهو ليس بمجتهد، أكبّه اللهُ على مَنخِريه في قَعْر جهنم كائنـًا من كان، حتى لو كان من أفضل فضلاء الحوزة )) …

فالآن وبما إن المشكلة الاجتماعية أو البحث عن نظام يحقق الرخاء والسعادة للمجتمعات بصورة عامة وللعراق بصورة خاصة غير متوفر ودليل ذلك ما يعانيه العراق اليوم بسبب تسلم القيادة لمن ليس بمجتهد أعلم وكما يقول الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – ( ما ولت أمة أمرها قط إلى رجل وفيهم من هو أعلم منه إلا وذهب أمرها إلى سفال حتى تعود إلى ما تركت ) والعراق الآن يمر بحالات من السفال التي لا يمكن أن تعد أو تحصى بسطور وذلك لأنه سلم أمره وقيادته لمن هم ليسوا بمجتهدين ولا أعلم؛ فلا يمكن للمشكلة الاجتماعية العراقية على وجه الخصوص أن تحل ما لم يسلم الأمر إلى من هو الأعلم …

لمن يحب أن يطلع على المشكلة الاجتماعية والأنظمة التي سعت لحلها وموقف الإسلام منها ندعوه إلى الإطلاع على الكتاب (فلسفتنا – بإسلوب وبيان واضح )  لمن يحب أن يطلع عليه تحميل و تصفح من خلال الرابط التالي :

http://www.al-hasany.net/wp-content/books/phlsapha/flsaftuna.pdf?fbclid=IwAR2NorCLJ3hOnlcXXXPEUJyPYttUUcL02jVaaoDiqWo6WVpaiu4CXfJoVHk

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى