التعديلات الدستورية التي يجري عليها الاستفتاء خلال الأيام القليلة القادمة، كان لابد منها، فبناء مصر الجديدة يحتاج لسنوات طويلة بعدما تعرضت إلي «نهش وهبش» خلال عقود ماضية، راح ضحيته شعب بأكمله.
فالسنوات الأربع لبقاء أي رئيس للجمهورية في الحكم لا تكفي لاستكمال خطط ومشروعات التنمية والبناء، بالإضافة إلي الحرب علي الإرهاب الذي تدّعمٌه بعض أجهزة المخابرات الأجنبية بهدف زعزعة استقرار أمن البلاد، وزاد الطين بله ما يحدث من حروب بدول الجوار تهدد الحدود المصرية وتعمل علي تهيئة المناخ لدخول التنظيمات الإرهابية إلي مصر.
ولولا يقظة قواتنا المسلحة وتضحيات رجالها، لتحوّلت أرض مصر إلي بؤرة صراع يغذّيها بعض زعماء دول العالم لمنع مصر من الحصول علي مكانة دولية اقتصاديا وعسكرياً وأمنياً، فليس من صالح إسرائيل أن تكونَ مصر أكبر دولة عربية وأفريقية في المنطقة، وليس من صالح العدو أن يكون جيش الوطن أقوي الجيوش في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فالرئيس السيسي خلال فترة رئاسته للبلاد قام بتغيرات جوهرية لمسها المواطن وشاهدها علي أرض الواقع، فمن تطوير للعشوائيات،إلي بناء جديد للشبكة الكهربائية علي مستوي الجمهورية، إلي إعادة تجديد وبناء شبكة الطرق، ثم تسليح الجيش بأحدث الأسلحة في مختلف القطاعات لمواجهة الخطر الخارجي والداخلي الذي بات يهدد أمن البسطاء، فهل تكفي فترة الأربع سنوات لإنجاز كل هذه المشروعات؟! ولا تنسي أنّ هناك مدن جديدة خرجت إلي النور ليسكنها الشباب والمتضررين من سكان أسفل الجبال .
وبعد كل هذا نجد المتنطّعون أصحاب البدل السوداء ينتقدون تعديل الدستور، هؤلاء القلة أحراراً فيما يرونه، فمن حقهم النقد والاعتراض بشرط عدم التجريح والإسفاف للمؤيدين للتعديل، فالرئيس أعطي الحرية للشعب ليحكم بنفسه بعدما رأي إنجازاته في شتي المجالات والقطاعات تطل برأسها من أرض الواقع .
الغريب في الأمر أنّ المعارضين للتعديل وهم قلة قليلة لم نسمع منهم رأي حول أسبابهم للرفض، ولم نري منهم رؤية معقولة، فكلهم يكتبون إمّا لصالح جهات بعينها لا تريد لمصر أن تسير نحو مستقبل مشرق يصب في صالح الشباب والكبار والأطفال ،هؤلاء يكرهون الخير للمصريين .
ومن هنا نطرح هذه الأسئلة علي أهل مصر ..أليس من حق المرأة أن يكون لها نسبة في عدد أعضاء البرلمان ؟
أليس من حق الرئيس أي رئيس في أن يكون له نواباً يساعدوه ؟
وهل في وضع ضمانات للقضاة والقضاء أمراً مخالفاً لدساتير دول العالم ؟
لن تحجر السلطات التنفيذية علي رأي، ولن يسجن معارض، بشرط عدم الإخلال بالأمن القومي للبلاد…إنزل وشارك في التعديلات وضع مصلحتك ومصلحة البلاد أمانة لديك، لا تجعل أحد يؤثر عليك برأي قد يكون مغلّفاً بمعسول الكلام وهو في حقيقته ضد أمن وسلامة الوطن الذي تعيش علي أرضه، توكل علي الله فالبلد تحتاج إليك في ظل الظروف والمتغيرات التي تجري من حولك في ليبيا وسوريا واليمن والجزائر والسودان، يكفيك إنّك تعيش في أمن وأمان، درّب نفسك علي الولاء للوطن، وكن شخصاً إيجابياً من أجل أبناءك، فالمشاركة حق من حقوقك سوف يسألك الله عليها يوم الحساب.. نريد أن يكون يوم الاستفتاء عيداً لكل المصريين ووساماً علي صدورنا يشاهده سكان كل دول العالم…إنزل وشارك وقل ما تريد، فحسابك عند الله، وأسأل نفسك قبل التصويت علي الاستفتاء، هل تريد استقرار البلاد وتنّميتها ؟ أم تريدها سوريا وليبيا واليمن؟.