نون والقلم

احمد الملا يكتب: باقر الصدر لم يمت بل تجسد في الصرخي فكرًا وعلمًا

عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – إنه قال (( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له ))…

ولو وضعنا هذه الثلاث ( الصدقة – العلم – الولد الصالح ) في ميزان المفاضلة فلم نجد أرجح من كفة العلم لأن هذا العلم سوف يكون بحد ذاته صدقة جارية ويجعل العديد من الناس وعلى طول الدهر و مادام الناس تنتفع من هذا العلم فإنهم يدعون لصاحبه؛ فما بالك بما قدمه السيد الشهيد الصدر الأول – قدست روحه الطاهرة – من علوم أصولية ومنطقية وفلسفية التي انتفع منها العالم أجمع وليس العالم الإسلامي فحسب أو المذهب الشيعي فقط …

نعم قد تضمحل بعض الآثار العلمية لقدمها من جهة ولتقدم الحياة وتطورها وتطور العلوم من جهة ؛ لكن علوم محمد باقر الصدر – قدس سره الطاهر – لم تخضع لقوانين التعرية الزمنية أو تخضع لقوانين التقدم والتطور العلمي وذلك لرصانتها الفكرية من جهة ولوجود من يحمل هذه العلوم ويدافع عنها ويتبناها ويطورها ويجدد فيها بطريقة عصرية مبتكرة وفريدة من نوعها ؛ وهذا ما وجدناه ولمسناه في المرجع المحقق السيد الصرخي الحسني الذي تبنى مدرسة السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره الشريف- ودافع عنها ورد كل ما سجل عليها من إشكالات من المتصدين وقد أختزل المرجع الصرخي ذلك في كتاب الفكر المتين بأجزائه الأربعة ليثبت أرجحية فكر السيد الشهيد الصدر من جهة ومن جهة أخرى يثبت إنه المرجع الوحيد الذي فهم مطالب السيد الصدر الأول – قدس سره – الأصولية ويثبت أعلميته على الجميع …

ولم يقتصر الأمر على علم الأصول فحسب بل تعداه إلى المنطق والفلسفة خصوصًا ما أصدره المرجع الصرخي مؤخرًا من سلسلة بحوث ( فلسفتنا – باسلوب وبيان واضح ) وهي عبارة عن بيان وتوجيه وتعديل لما جاء في بحوث – فلسفتنا – للسيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره – وذلك لمواجهة المد الإلحادي الذي عصف بشبابنا في هذا العصر كما فعل ذلك الصدر الشهيد في وقته لمواجهة المد ذاته بعدما عجزت المؤسسات الدينية بكل تفريعاتها من التصدي لهكذا أفكار ؛ فالذي يطلع على سيرة المرجع الصرخي الحسني وعلى منهجه العلمي يجد فيها تجسيدًا لسيرة وحياة الشهيد الصدر الأول – قدست روحه الطاهرة – حتى ما تعرض له من عداء من قبل المؤسسة الدينية لأعلميته وعلو كعبه العلمي عليها فما تعرض له الصدر الأول يتعرض له المرجع الصرخي وبصورة أكثر بشاعة …

فالشهيد محمد باقر الصدر لم يمت بل ما زال حيًا متجسدًا من حيث الفكر والمنهج في المرجع الأعلم الصرخي الحسني؛ فالسلام على الشهيد محمد باقر الصدر يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيًا؛ ونقول له نم قريرًا صدرنا المفدى فمادام في الصرخي ورجاله عرق ينبض فإن إسمك ما زال يهز عروش الطغاة وكهنة المعبد …

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى