نون والقلم

المستشار بهاء ابوشقة يكتب: استصلاح الأراضي

فعلًا تعطيل القوانين هو كارثة تصيب الحياة بالشلل والفوضى والاضطراب، وتجعل الناس فى حيرة من أمرهم، وتخلق أزمة حقيقية بين المواطن والسلطة التنفيذية على كافة مستوياتها، لأن ذلك يعطل المصالح وينشر الروتين والبيروقراطية وكافة الظواهر السلبية التي تنشر الآفات في المجتمع.

واستكمالًا للقوانين غير المفعلة التي تصيب بالكوارث، نتحدث اليوم عن القوانين والقرارات المنظمة لاستصلاح الأراضي، وكلنا يعلم أن هناك مساحات كبيرة من الأراضي الصحراوية تم بيعها خلال المرحلة الزمنية الماضية في زمن الفساد الذي استشرى، وكلنا يعلم أن هذه الأراضي تم بيعها برخص التراب، وإن جاز التعبير قلنا إن هناك مساحات شاسعة من هذه الأراضي خاصة الواقعة على الطريق الصحراوي بين القاهرة والإسكندرية، ولم يتم استغلال هذه الأراضي الاستغلال الأمثل.. والمعروف أن هذه الأراضي عندما طرحتها الدولة للبيع واستولى عليها قلة من رجال الأعمال ولم يقوموا بزراعتها طبقا للعقود المبرمة معهم..

أخبار ذات صلة

ولا يخفى على أحد أن آلاف الأفدنة التي تم الاستيلاء عليها، قام أصحابها بتقسيمها إلى مساحات صغيرة، بعد بناء مبنى صغير عليها بزعم أنه «فيلا»، وبدأت عمليات التجارة فيها بملايين الجنيهات.

ونعلم أن هذه الأراضي لو تم زرعها قمحًا ما احتاجت البلاد إلى استيراد القمح ودفع العملات الصعبة فيه، ونعلم كم تتكبد الدولة الملايين من العملة الصعبة لتوفير القمح.. هذه الفئة لا زرعت الأرض بالقمح ولا غيره إلا ما رحم ربى، والأخطر هو تقسيمها إلى مساحات صغيرة ثم بيعها كمنتجات بأثمان بخسة، فلا مصر استفادت من زراعة الأرض، ولا الدولة حصلت على مستحقاتها الزهيدة من ثمن هذه الأرض.. هذا الفساد كله تم فى غيبة القانون لأن القائمين على تنفيذ القانون منحوه إجازة مفتوحة بدون عودة.. الدولة التي تبحث عن أموال الآن لماذا لا تفعل القوانين المنظمة لهذه العملية الآن وعلى وجه السرعة، حتى تحصل على مستحقاتها؟!.. ولماذا نترك هؤلاء الفاسدين يبرطعون ويكونون الثروات الضخمة دون تفعيل القانون حتى تأخذ مصر حقها من هؤلاء؟!

إذا كانت الدولة منحت هؤلاء امتيازات وتسهيلات في بيع هذه الأراضي، إنما كان هذا بسبب أنها تريد منهم زراعة الأرض، لا بيعها واستثمارها لصالحهم، وحتى الذين اشتروا هذه الأراضي، لا يفكرون في زراعتها، إنما من باب الوجاهة الاجتماعية.. ولأن السلطة التنفيذية عطلت تنفيذ القوانين، كانت النتيجة المؤلمة هي تربح أشخاص بدون حصول الدولة على مستحقاتها، وبدون زراعة الأرض رغم أن المجتمع في أشد الحاجة إلى زيادة الرقعة الزراعية وليست في حاجة إلى وجاهة المنتفعين بالأرض.

وللحديث بقية..

رئيس حزب الوفد

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button