هو نفس السيناريو المقيت والمشهد الباهت لأعداء النجاح والتقدم لهذا الوطن.. هم نفس العناصر الفاسدة والفاشلة التى يستخدمها أعداء الوطن كلما نهض واستقامت خطواته وسار بخطى ثابته فى طريق العبور فوق مؤامرة تفتيته وتمزيقه من أجل مجموعة من الخونة والفسدة والفاشلين.. فكلما حدث تقدم مبهر فى مصر فى أى مجال من المجالات تجد فئران الفساد يطلون برؤوسهم الممنهجة بفكر وخطط أهل الشر كما يسميهم سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى.. وتراهم يكرون ويفرون، يلبسون ثوب الشجاعة مرة وثوب الخسة والفشل والجبن مرات ومرات.. إنهم والله هم عناصر الإرهابية والتابعون لها، أو بمعنى أصح تلك الذيول التى ترقصها الجماعة الإرهابية كلما ضغط أسود الوطن على رؤوس الأفاعى لتلفظ أنفاسها فلا تجد إلا ذيلها تهزه معلنة «أن الحية مازالت حية» .
يا سادة.. أقول هذا القول بسبب ما أراه منذ فترة فى أفق الطيران المدنى فيبدو أن النجاح الذى أحرزه الفريق يونس المصرى وكتيبة رجاله قد أقلق وأزعج الفاسدين والمفسدين بالقطاع.. وخاصة أن نسور القوات الجوية الذين حاربوا الإرهاب الأسود على حدودنا الغربية وفى سيناء قد تبوؤوا أماكنهم استعداداً للانقضاض على الفاسدين والمفسدين بالطيران المدنى.. ويوماً بعد يوم وساعة تلو الأخرى تقترب نهاية الخونة والفسدة والمتآمرين، وكلما اقتربت تلك النهاية واقترب نسور القوات الجوية من الصورة وبدأت فى إصلاح فساد بات وعشش عقوداً فى مفاصل القطاع زاد قلق ورعب تلك العناصر فأرسلوا أتباعهم من المرتزقة لنشر الشائعات مرة والأكاذيب مرات ومرات، وللأسف الإساءة إلى قواتنا المسلحة ورجالها البواسل.. هو نهج اعتدنا عليه ونفهمه نحن المراقبين للقطاع.. فوالله لهو نفس السيناريو الذى قاده أتباع الإرهابية ضد الفريق أحمد شفيق وزير الطيران الأسبق عندما تولى القطاع فى بدايات عام 2002 وبدأت عناصر الإرهابية من نشر ثقافة «كره وجود العسكريين بالطيران المدنى» وظلت تعمل فى الخفاء.. حتى طلت تلك الوجوه القبيحة بوجهها الحقيقى خلال السنة السوداء التى حكم فيها الإخوان مصر وتغلغلوا فى الطيران ومكنوا فيه ما مكنوا من عناصرهم الخائنة ومن تبعهم من الفاسدين وأرباب السجون وأصحاب التاريخ الأسود الذين اعتقدوا أن تاريخهم الأسود من الممكن أن يمحى أو ينسى.. ومنذ تولى الفريق يونس المصرى ورجاله أمر القطاع بدأ أذناب الإرهابية فى محاولة لاستنساخ نفس السيناريو من محاولة الإساءة لرجال القوات المسلحة.. وهنا يا سادة يأتى دور الرقابية بالطيران المدنى، حيث يقع عليها دور كبير ومهم، خاصة الرقابة الإدارية التى لديها ملفات جميع العاملين بالطيران المدنى وتعلم أنها الجهة التى يثق بها سيادة الرئيس كما نثق بها فى عرض الحقائق التى تخدم الوطن وتسمو به إلى آفاق أرحب.
ولأن المجتمع المصرى يعيش عهدًا جديدًا الآن فى ظل قيادة سياسية تؤمن بحق الشعب فى المعرفة والحياة، وأخذ حقه كاملًا فإن ذلك ساعد على نزع الخوف من داخل كثير من شرفاء هذا الوطن من كشف فساد أى مسئول أو أى جهة مهما اتخذت لنفسها من ألقاب أو مسميات تمنعنا عن كشف هذا الفساد.. وتظل «الرقابة الإدارية» هى السلاح القوى والفعال فى إبادة الفاسدين والمفسدين الذين زكمت روائحهم أنفاس الوطن وشرفائه.. ولعل الضبطيات الأخيرة لها لهى خير دليل على أن هذا الجهاز استرد عافيته وقوته وبدأ يبوح بأسرار وفساد يعلمه منذ سنين ولكن وبالأمر المباشر من أنظمة سابقة كتمت تلك المعلومات..
وتاريخ «الرقابة الإدارية» بمصر يشير إلى أنها أنشئت فى عام 1964 كجهاز مستقل يتبع رئيس مجلس الوزراء وهى جهاز يختص بمكافحة كافة صور الفساد المالى والإدارى من خلال حماية المال العام والتصدى لانحراف الموظف العام، بالإضافة إلى متابعة مدى التزام الجهات الحكومية بتنفيذ القوانين واللوائح المنظمة لكافة أنشطة قطاعات وأجهزة الدولة، خاصة وقتها «مراكز القوى» بمصر.. وقد جسد الراحل «أسامة أنور عكاشة» دور هذا الجهاز فى مسلسله الخالد «ليالى الحلمية» ورصد كيف دفع «ناجى السماحى» المسئول فى هذا الجهاز روحه ثمنًا لأباطرة الفساد التى استفادت من الانفتاح على حساب الشعب المصرى.. ليموت عبدالناصر والسادات ويتوحش الفاسدون ويزدادون فسادًا وتصدر الأوامر العليا من النظام الحاكم وقتها لتقليص دور الرقابة الإدارية إلى أقصى درجة.. وبعد ظهور شركات توظيف الأموال التى كانت نموذجًا فجًا لإفشاء الرشوة، حيث رشت وقتها الدولة جميعها تقريبًا لتشفط أموال المجتمع المصرى ولولا أنها هددت النظام الحاكم وقتها وهزت عرشه فى غياب تام لدور الرقابة الإدارية لظلت تنهب أموال الشعب حتى الآن.
ولقد وصل الفساد ذروته لهؤلاء الفاسدين بأنهم أفسدوا وقتها بعض الجهات الرقابية مما جعلنى أطالب فى إحدى مقالاتى «بمحاسبة فاسدى ومفسدى الجهات الرقابية» وبعد تولى الرئيس «عبدالفتاح السيسى» الذى أخذ على عاتقه إنقاذ هذا الوطن من براثن الفساد والإفساد والإرهاب فقد أعطى أوامره بأن يعود للرقابة الإدارية دورها لتطهر هذا الوطن من سرطان الفساد، وقد نجحت «الرقابة الإدارية»، فى تلك المهمة بنجاح باهر خلال الفترة الماضية فى توجيه ضربات موجعة إلى أباطرة الفساد فى مناح شتى داخل أجهزة الدولة المصرية، كان أبرزها قضية وزير الزراعة السابق صلاح هلال بتهمة الرشوة وقضية فساد الصوامع والسوق السوداء للدولار ومستشار وزير الصحة وتجار الأعضاء البشرية ومجلس الدولة والكثير والكثير.
همسة طائرة.. السادة بالرقابة الإدارية وكافة الأجهزة الرقابية بالطيران المدنى هذا بلاغى لكم ضد أذناب الفساد والإفساد التى بدأت تطل وتحاول أن تسىء من جديد لرجال مصر الشرفاء أبناء القوات المسلحة.. وآن الأوان للأجهزة الرقابية أن تلعب دورها فى القضاء على من يحاولون الإساءة لرجال أحبوا القطاع ويسعون لرفعته والحفاظ على المال العام به خلال فترة توليهم التى لم تتجاوز الشهور التسعة أكثر من كثير من أبنائه الذين يسعون لعرقلة أى محاولات للإصلاح والقضاء على الفساد وزبانيته.. ويبقى أن تقف الأجهزة الرقابية بالطيران المدنى ضد هؤلاء لأنه دورهم المنوط بهم محاربة الفساد والإفساد أما إدارة أى قطاع أو وزارة فهو شأن من تولى أمره، وأعتقد أن سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يختار لهذا الوطن إلا أبناءه الشرفاء الأوفياء الذين نجحوا معه فى محاربه الإرهاب وهو الفساد باسم الدين.. والآن مكن هؤلاء الرجال بمفاصل الدولة ووزارتها لمحاربة الفسادين المالى والإدارى والفشل الذى جسم على صدر الوطن عقود.. ولنا فى الفريقين يونس المصرى وكامل الوزيرى خير وأشرف نماذج.. فالله حاميهم وموفقهم فى حماية الوطن والنهوض به إلى آفاق التنمية المستدامة التى وضعتها القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى 20/30.