بعد ليلة المبعث النبوي وبدء الدعوة الإسلامية على يد سيد الخلق محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – بدأت نقطة التحول في تاريخ البشرية بصورة عامة وفي حياة الرسول الكريم – صلى الله عليه وآله سلم – فبعدما كان معروفًا بالصادق الأمين أصبح القوم ينادونه بالساحر والمجنون والكذاب! وذلك لأنه خالف ما أجمعت عليه قريش وكهنتها بشكل خاص وجاء بشيء أطاح بأصنامهم وأوثانهم ؛ أمر رأت فيه قريش إنه سيسحب البساط من تحت أرجلهم ويطيح بملكهم وسلطانهم وتجارتهم !! فالسكوت على دعوة النبي – صلى الله عليه وآله وسلم- هذا يعني انتهاء ملكهم فكان لابد من إسكاته أما برشوته أو بقتله وبعدما عجزوا عن ذلك بدأت حملات التسقيط الإعلامية الممولة للنيل من شخصه الكريم …
فلو كانت الدعوة الإسلامية لا تمس ملك قريش لا من قريب ولا من بعيد فهل كانوا قد عارضوا أو حاربوا الرسول – صلى الله عليه وآله وسلم – ؟ بالطبع لا ؛ بل من المحتمل جدًا نجد أن زعماء قريش قد دخلوا الإسلام ؛ لكن بما أن هذه الدعوة تمس ملكهم صاروا هم رأس الرمح في الحرب على الإسلام معأنهم يعلمون ويتيقنون إن هذه الدعوة حق وفيها الخير والصلاح للإنسان والإنسانية ولمجتمعهم بشكل خاص؛ هم على يقين بأن النبي مرسل من الله تعالى وإن الله واحد أحد فرد صمد ولا شريك له ؛ حتى إن تجارتهم كانت في بيت الله العتيق وهم على دراية بهذا البيت وبمن بناه ولماذا بني؛ لكن حب المال والجاه والسلطة حالت بينهم وبين توحيد الله تعالى لذلك حاربوا النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – خوفًا على أموالهم وتجارتهم وسلطانهم من الزوال …
واليوم نرى الأمر يتكرر بنفس السيناريو مع الممثل الحقيقي للنهج النبوي الرسالي الإلهي؛ حيث نجد إن كهنة المعبد قد شنوا أبشع الحروب على المرجع الديني الأعلم السيد الصرخي الحسني -الذي تصادف ذكرى ولادته ذكرى المبعث النبوي الشريف – فبعدما حاولوا رشوته وقتله ولم يفلحوا بأمرهم حركوا وسائلهم الإعلامية الممولة لتأليب الشارع ضده من أجل إبعاد الناس عنه على الرغم من أن كهنة المعبد على يقين بأن المرجع الصرخي الحسني هو الأعلم وبالدليل العلمي وإنه الأجدر بقيادة وزعامة الحوزة الدينية لكن حب الجاه والسلطة حال بينهم وبين الإقرار بهذه الحقيقة الواجب الإعتراف بها خوفًا على ملكهم وسلطانهم من الزوال ؛ فحركوا الروزخونية والصبيان والصفحات والناعقين ضده؛ فلو كانت دعوى الأعلمية ا تمس ملكهم وسلطانهم لكان هؤلاء الكهنة من المسارعين في الدعوة لتقليد السيد الصرخي؛ لكن بما إن عنوان الأعلمية يسلب منهم عنوان المرجعية الذي من خلاله تمكنوا من البلاد والعباد لذلك حاربوا المرجع الصرخي الحسني صاحب الأعلمية حتى يحافظوا على ما يكنزون …
قال تعالى { وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } النمل14…