نون والقلم

سامي أبو العز يكتب: فن العلاقات الإنسانية.. دستور حياة

فن العلاقات الإنسانية دستور حياة لا يجيده الكثيرون، ويحصدون فيه أسوأ التقديرات بجدارة لا يُحسدون عليها، والنتيجة بالطبع نبذ وكره وإقصاء كامل عن المجتمع.

الأمر بسيط ولا يحتاج قدرات خارقة، إنما يحتاج إلى أخلاقيات مستمدة من الدستور السماوي، الذي تنزلت به كل الرسالات السماوية.. والذي يحض في مجمله على الرقي والسمو واحترام الآخر.

من هذا المنطلق فإنه لزامًا علينا جميعا مسلمين ومسيحيين ويهود أن نتمسك بالأخلاق كرمز من رموز الدين،ولأن الأخلاق هي بداية لكل خير، فإن التعامل بها يسمو بالعلاقات الإنسانية بين البشر، ويتحول الأمر إلى سيمفونية حب يعزفها الجميع في تآخٍ ومودة، بعيدا عن الترصد والتجسس وصيد الأخطاء.

ولأننا في مجتمع ليس بملائكي، ولا تحكمنا المثاليات فإننا مطالبون بأن نحيي بذور الخير بداخلنا، ونحول النقاط السوداء التي تزيد كثافتها كل يوم عن سابقه إلى نقاط بيضاء بدلا من أن تحجب عنا الخير وتمنعنا العيش في رحاب الدنيا إلى التقوقع داخل ظلمات أنفسنا ليقتلنا الحقد الأسود والكره.

إن الله عز وجل خلقنا جميعا وترك لنا حرية التشكيل، وأن يبدع كل منا ليرسم لوحته بيده وبصنعه ، وبطريقة تفكيره، ويبقى أن الإنسان بات هو المسؤول الأول عما وصل إليه وعن الصورة الذهنية التي يجسد بها انطباعه في عيون الآخرين ومكانته في القرب منهم وصنع الخطوط الفاصلة في آليات القرب الإنساني.

المكر والخداع واللف والدوران خدع شيطانية تحكم بها شيطان الجن في شياطين الإنس، وجعلهم تابعين منفذين معصوبي الأعين، لا تعرف الإنسانية إلى قلوبهم طريقًا، ولأن هؤلاء بألف وجه فإن الأنقياء وأصحاب القلوب الشفافة وأصحاب الوجه الواحد لا يأمنون لهم جانبًا، ليس قهرًا وتراجعًا، وإنما لقناعتهم أنهم حالوا وأعطوا عشرات بل مئات الفرص لإثناء الغافلين عن غفوتهم، لكن البكاء على اللبن المسكوب لا يعيد له نقاءه بعد جمعه!!

وتبقى كلمة.. في العلاقات الإنسانية الأنقياء فقط يكسبون، وأصحاب الألف وجه يمتنعون.. لذا فإننا جميعا مطالبون بأن نعيد النظر  بداخلنا، ونجعل من أنفسنا أداة تقويم لأعمالنا وتصرفاتنا وعلاقاتنا بالآخرين، فليس عيباً أن نرتد إلى أول الطريق لتعديل المسار، وإنما العيب أن نسير في طريق الشيطان نصارع قوى الشر، وفي النهاية إن لم نلق حتفنا فإننا سنصعد إلى الهاوية ونختفي عن عيون الناس.

نبضة قلب: في عينيك تذوب أحزاني.. ويرسو مركبي على شاطىء الأحلام.. فمدي إلىّ يديك ولا تتركيني هائمًا بلا شطآن .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى