نون – دبي
أظهرت الشركات الإماراتية خلال تقرير أطلقته شركة مايكروسوفت اليوم الأربعاء، مدى تقدمها الملحوظ بما يتعلق بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي ، حيث كشفت الدراسة من خلال الأرقام التي سجلتها المؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة استباقيتها في اعتماد هذه التقنية الحديثة التي باتت أداة رئيسية تدخل في صلب جميع المجالات.
وقد تناول البحث الذي يأتي على خلفية مبادرة مايكروسوفت العالمية « AI Pulse » مواقف وأدوار كبار المسؤولين التنفيذيين حول العالم تجاه تقنيات الذكاء الاصطناعي ، ليشمل على نطاق واسع جميع أنحاء الولايات المتحدة ومنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ، إضافة إلى ذلك تضمنت الدراسة مدخلات إضافية من العديد من الخبراء المعروفين عالمياً في مجال القيادة ، بما في ذلك سوزان إيتلينغر ، محللة صناعية في مجموعة ألتيميتر ، و هايك بروك أستاذ تعليم فنون القيادة في جامعة سانت غالن السويسرية ، بالإضافة إلى مجموعة من علماء البيانات لدى شركة مايكروسوفت.
ومن جانبه أوضح سيد حشيش المدير العام الإقليمي لدى مايكروسوفت الخليج أن إستراتيجية دولة الإمارات العربية المتحدة 2031 تمثل طفرة جديدة نحو عالم الابتكار ، مشيراً إلى حجم الاستثمارات الهائلة التي تخصصها الحكومة لاقتناء واستقطاب أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تعزيز الأداء والكفاءة والإنتاجية، وأكد في حديثه بأن مايكروسوفت تؤمن بقدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي على أحداث تغيرات ايجابية سيحصد ثمارها الأجيال القادمة ، وذلك من خلال ما تضيفه هذه التقنيات من قيمة حقيقية إلى حياتنا ومجتمعاتنا ، بالإضافة إلى قدراتها الكبيرة في إيجاد حلول ذكية للخدمات المقدمة في المؤسسات الخاصة والعامة ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم.
والجدير بالذكر أن الدراسة عمدت في بحثها إلى تقسيم المنظمات إلى فئتين هما الشركات ذات النمو المرتفع ، والشركات ذات النمو المنخفض، لتقوم بعد ذلك بتصنيف توجهات كلتا الشريحتين نحو تقنية الذكاء الاصطناعي وفقاً لمعايير محددة مثل التخطيط ؛ والاستكشاف ؛ والتبني والتكامل ، لتكشف لنا الدراسة بعد ذلك أن 33.3% من الشركات ذات النمو المرتفع قامت بتبني الذكاء الاصطناعي بشكل رسمي ، بينما مازالت الشركات ذات النمو المنخفض بنسبة 45.5% في مرحلة النظر والتخطيط لاعتماد تقنية الذكاء الاصطناعي.
كما كشف الاستطلاع التقدم الملحوظ لمؤسسات الدولة في الاستباقية التي تقدمها نحو تبني حلول الذكاء الاصطناعي ، وذلك بالمقارنة مع نظيراتها العالمية ، حيث تعتزم حوالي 70٪ من الشركات ذات النمو المرتفع في الإمارات اعتماد هذه التقنية خلال العام المقبل من أجل تحسين عملية صنع القرار ، في المقابل بلغت الشركات ذات النمو المنخفض التي تنوي اعتماد الذكاء الاصطناعي لنفس الغرض نسبة 45٪ فقط ، متجاوزةً بذلك المعدل العالمي البالغ 31٪.
علاوة على ذلك سلطت الدراسة الضوء على مواضيع القيادة ، والتي عكست بدورها مدى وعي القادة والمسؤولين في الدولة بأهمية جاهزية القوى العاملة الحالية ، حيث كشفت أن 96% من القادة في دولة الإمارات يخططون لرفع مستوى مهارات القوى العاملة الحالية ليكونوا مستعدين لاستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
وفي سياق آخر أفاد البحث أن %73.3 من الشركات ذات النمو المرتفع تخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي من أجل تغيير الطريقة التي يتم بها توجيه أعمالهم ، في حين تخطط نفس الشريحة بتسخير هذه التقنية من أجل تغيير الطريقة التي تتم بها عملية السيطرة وحل المشكلات.
كما أبرز التقرير التحديات الرئيسية التي تواجه تقنية الذكاء الاصطناعي ، حيث صرح 65% بأنهم يؤمنون بضرورة اختيار المواهب المناسبة ورفع مستوى مهارات القوى العاملة الحالية ، بينما ذكر 42% من المسؤولين إن ثقافة الشركات التي تخشى المجازفة لاستكشاف ما يمكن أن تحققه مشاريع الذكاء الاصطناعي ، والتخوف من فكرة مقدرة تقنيات الذكاء الاصطناعي في المساعدة وإضافة قيمة حقيقية إلى حلول العملاء تعد من أبرز التحديات الأخرى التي تقف عائق حقيقي تجاه اعتماد هذه التقنية.