نون والقلم

السيـد زهره يكتب: دماء المسلمين ليست رخيصة

حين وقعت مجزرة نيوزيلندا الإرهابية التي استشهد فيها خمسون مسلما وهم يؤدون الصلاة، كانت هذه فرصة تاريخية للدول العربية والإسلامية لتصحيح تقصير فادح في حق العرب والمسلمين الموجودين في الدول الغربية. نعني التقصير في القيام بالدور الواجب لحمايتهم والدفاع عنهم.

الأمر الذي لا شك فيه ان الدول العربية والإسلامية تتحمل قدرا مهما من المسؤولية عما يتعرض له العرب والمسلمون في الدول الغربية ودول العالم عموما من ظلم واضطهاد واعتداءات، وهو الأمر الذي وصل في النهاية إلى حد ارتكاب هذه المجزرة البشعة في نيوزيلندا.

أخبار ذات صلة

نعلم ان الدول الغربية إذا تعرض احد مواطنيها المقيمين في دولنا العربية والإسلامية لأي مكروه من أي نوع يقيمون الدنيا ولا يقعدونها حتى لو كان مدانا وارتكب مخالفة أو حتى جريمة.

ونعلم جميعا ماذا يفعلون في الغرب حين يقع عمل إرهابي ويكون المتورط فيه عربيا ومسلما. لا يتوقفون عن الحديث عن الإسلام وتشجيعه على الإرهاب، ولا عن الهجوم على دولنا العربية والإسلامية واتهامها بأنها هي التي تشجع على العنف والإرهاب وهي منبعه، وتظل أجهزتهم الإعلامية والسياسية تهاجم العرب والمسلمين المقيمين عندهم والتحريض عليهم.. وهكذا.

ونعلم أنهم في الدول الغربية، وتحت ذريعة محاربة الإرهاب، أعطوا لأنفسهم الحق في ان يتحدثوا عن الإسلام وضرورة تغيير الخطاب الإسلامي كي لا يحض على الإرهاب كما يزعمون، وأعطوا لأنفسهم الحق منذ سنوات طويلة في أن يشنوا هجوما عنيفا على مناهجنا الدراسية ويطالبوا بتغييرها.. وهكذا.

ونحن نطالب الدول العربية والإسلامية بأن تتعامل مع الدول الغربية بالمثل، لا أكثر ولا أقل، حين يتعلق الأمر بما يتعرض له العرب والمسلمون من ظلم وعنصرية واضطهاد، وما يتعرض له الإسلام من تشويه وحملات ظالمة.

لكن ماذا على الدول العربية والإسلامية ان تفعل بالضبط؟

منذ سنوات طويلة، ونحن نطالب الدول العربية والإسلامية بأمر واحد محدد، هو ان تجعل من قضية الحملات الظالمة على الإسلام والعرب والمسلمين، وما يتعرض له المسلمون من عنصرية واضطهاد، قضية أساسية في العلاقات الرسمية مع الدول الغربية.

نعني ان الدول العربية والإسلامية يجب أن تطلب رسميا من الدول الغربية وقف هذه الحملات العنصرية السافرة الظالمة ضد الإسلام والعرب والمسلمين، وأن توقف حملات الاضطهاد العنصري ضد العرب والمسلمين المقيمين في الغرب، وأن تطالب الحكومات الغربية بتحمل مسؤوليتها بتوفير الحماية لهم احتراما لحقوق الإنسان التي يتشدقون بها.

الدول العربية والإسلامية يجب أن تطلب هذا رسميا وأن تجعله أحد الشروط الأساسية لتطوير العلاقات مع الغرب.

كما ذكرت في البداية، كانت مجزرة نيوزيلندا فرصة للدول العربية والإسلامية لأن تفعل هذا. هذه المجزرة البشعة نفذها إرهابي ابيض، وكشفت للعالم كله إلى أي حد وصلت خطورة الإرهابيين البيض في الغرب، وخطورة الحملات الضارية التي لا تتوقف على الإسلام والعرب والمسلمين، والصمت عنها.

الذي يحدث هو ان الدول العربية الإسلامية، حتى بعد مجزرة بشعة كهذه، تكتفي بأن تطالب بوقف حملات الإسلاموفوبيا، والتوقف عن استخدام تعبيرات مثل «الإرهاب الإسلامي» وحسب.

وبالطبع، هذه المطالبات الانشائية لا تهم الغرب في شيء، ولا يلتفتون اليها.

نريد ان نقول انه آن الأوان لأن تتحمل الدول العربية والإسلامية مسؤوليتها تجاه العرب والمسلمين المقيمين في الغرب ودفاعا عن الإسلام.

دماء العرب والمسلمين ليست رخيصة، وحمايتهم مسؤولية حكوماتنا.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button