غير مصنف

أزمة اللاجئين ترمي أمريكا بأحضان الأسد.. وبوتين نجم المرحلة

على ضوء التطورات المتسارعة في الساحة السورية وعلى الصعيد الدولي بخصوص الأزمة، قالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الولايات المتحدة تُدفع باتجاه “أحضان الأسد” بعد تعزيز روسيا للدعم العسكري المقدم لنظامه؛ وفي ظل عدم وضوح الموقف الأوروبي تجاه دوره ومكانته في مستقبل سوريا مع تفاقم أزمة اللاجئين.

أخبار ذات صلة

وعليه فستقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالتخلي عن خطة الأمم المتحدة المتعلقة بسوريا، لمصلحة مبادرة سياسية جديدة سوف تشارك في صياغتها كل من إيران وروسيا والسعودية وتركيا وقطر؛ وفي هذا السياق قال مسؤولون أمريكيون إن الأمر كان موضوع نقاش بين كيري ونظيره الإيراني على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضافت أن الاتصالات والمشاورات حول الحل السياسي للأزمة السورية حازت على اهتمام كبير في الأسابيع الأخيرة؛ بسبب تفاقم أزمة اللاجئين بشكل كبير؛ ممّا دفع الدول الأوروبية إلى استقبال أكثر من مئة ألف لاجئ خلال فترة قياسية، بمعدل اقترب من عشرة آلاف يومياً من الأعمار كافة، الأمر الذي جعل حل القضية السورية من الضروريات في المرحلة الحالية.

وعليه تقوم حالياً الدول الأوروبية بمشاورات للتوصل إلى حل سياسي بعيداً عن الخطط التي وضعتها الأمم المتحدة سابقاً، إذ سيكون الحل الجديد مبنياً على مفاوضات واسعة تشمل جميع الأطراف بما في ذلك نظام بشار الأسد والجهات الداعمة له؛ أي روسيا وإيران، إلى جانب الائتلاف الوطني السوري والتنظيمات المعارضة الفاعلة بدعم سعودي وتركي وقطري.

وإلى جانب الموقف المتغير لدى الدول الأوروبية، لوحظ تغيّر في الموقف الأمريكي أيضاً؛ فبعد أن كان يؤكد عدم وجود دور لبشار الأسد في حل الأزمة السورية أصبح يرى أن المفاوضات معه لا بد منها للتوصل إلى حل، جاء ذلك في التصريحات الخاصة التي أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جيرد كابلان، التي قال فيها إنه ليس هناك دور لبشار الأسد “في أي حكومة انتقالية” بسوريا، إلا أنه لا يمكن التوصل لذلك دون مفاوضات تجمع نظامه مع ممثلي المعارضة.

ويأتي هذا التراخي والاستعداد لإشراك الأسد وربما منحه جزءاً من “قالب الحلوى”، بعد الفراغ السياسي الذي خلّفه التردد الأمريكي والانسحاب من مسؤولية ما يحدث في الشرق الأوسط، الأمر الذي دفع روسيا إلى أن تسعى سريعاً لبسط قوتها لملء هذا الفراغ والظهور بمظهر “القائد المخلّص”، وإعطائها الدور الأكبر في رسم الخطة الجديدة للحل الذي سيخدم مصالحها الجيو-سياسية وطموحها بالدرجة الأولى.

وفي هذا السياق يرى مراقبون أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تحوّل في وقت قياسي إلى “نجم المرحلة” خاصة في اجتماع الأمم المتحدة الذي انعقد الاثنين الماضي. فقد اختار توقيتاً ممتازاً لاتخاذ الخطوات الحاسمة؛ أي الإعلان عن بدء التدخل الروسي في سوريا لحماية نظام الأسد؛ ممّا يزيح الأنظار عن فشله الداخلي خاصة على الصعيد الاقتصادي، كما يساند مشروع روسيا الطموح باستعادة مكانتها كمنافسة في القوة للولايات المتحدة، وربما استعادة نفوذها في دول الاتحاد السوفيتي السابق.

إلى جانب ذلك قام بوتين من خلال خطابه بوضع إيران على بداية الطريق كشريك سياسي لحل وإدارة صراعات الشرق الأوسط، لأول مرة بعد توقيع اتفاق النووي الإيراني. فبحسب ما جاء في الخطاب، أوضح بأنه على عكس ما ادعى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في خطاباته السابقة أمام الجمعية العامة، فإن الإيرانيين ليسوا هم “النازيين الجدد” بل “الإرهابيون” المتمثلون بتنظيم “الدولة” والجماعات المسلحة الأخرى؛ ممّا سيجعل أي ربط يقوم به الاحتلال الإسرائيلي بين إيران والإرهاب لاحقاً ربطاً غريباً بالنسبة للمجتمع الدولي.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى