في إطار الاهتمام بالجانب العمراني وما يتعلق به من مشكلات خاصة بالمحليات وكيفية التعامل مع النظام المؤسسي المحلى للدولة، لابد من تطوير نظام الحكم المحلى في مصر ليتعامل مع القضايا العمرانية بما يضمن للمواطنين حقهم الشامل في السكن والعدالة الاجتماعية في توزيع واستغلال الموارد وكيفية التعامل مع المجالس المحلية وما هي حدود دورها وهل يعرفه كافة المواطنين وكيفية توعيتهم بذلك، وأيضاً أدوار المجلس المحلى المنتخب والمعين والإدارة المحلية وماهية وسيلة الضغط الصحيحة التي يمكن للمواطنين ممارستها على الحي لحل المشكلات التي تواجه المواطنين وكيفية تحسين الخدمات المقدمة.
وأعتقد أنه يوجد حائط وهمي من الثقة ما بين المواطن ومسئول المحليات في مجال العشوائيات، فالدولة وطريقة تعاملها مع مشكلة العشوائيات مهترئة وغير منظمة ومترددة قبل وبعد الثورة، كما أن وزارة التنمية المحلية وزارة ضعيفة جداً، وفى آخر 6 سنوات لا يوجد أي تنمية أو تطوير في ملف العشوائيات.
ويتم حل بعض المشكلات بالضغط على الحي، بينما هناك مجموعة من المشكلات الأخرى هي فعلاً أكبر منهم ولا يستطيعون حلها كما يجب علينا أن نعترف أننا لا نمتلك الرؤية الكافية في كيفية الضغط في المشكلات المحلية، والمسئولية متوزعة ومتفرقة لدرجة أن المواطن لا يعرف لمن يوجه له الشكوى، وفى نفس الوقت لدينا يقين أن المحليات ومؤسساتها لا تقوم بدور فاعل في المجتمعات.
في نفس الوقت أكد العديد من النشطاء العاملين في مجال توعية المواطنين أهمية دور المؤسسات المحلية ولكن لا توجد وسيلة اتصال بين الحكومة والمواطن لمعرفة آراء المواطنين في الخدمات المقدمة لهم.
ونعتقد أن أسباب انتشار الفساد في المحليات تكمن «في عدم توزيع العمل بشكل يعتمد على التخصص وقدرة الفرد على إنجازه وعدم وجود شفافية أو إتاحة معلومات للمواطنين يعتمدون عليها في إيجاد حلول للمشكلات المختلفة التي نمر بها كمجتمع فلابد للجميع أن يعرف دور الحي وماهية المجالس المحلية ومحاولة كشف الفساد الذي يحدث بداخلها لأن الناس لا يرون هذا الفساد، الفساد يحدث من أخطاء تتكرر وتتراكم ويجب علينا النظر لمشكلاتنا من مستوى أعلى حتى نستطيع التخطيط وحلها بشكل أوسع وأعمق».
وهناك مجموعة من النقاط التي من الممكن أن تحسن من طريقة تعامل المؤسسات المحلية مع مشكلات المواطنين، مثل فتح حوار حقيقي بعيداً عن المهاترات السياسية، دعوة كل فرد مهتم بمشكلات المحليات أن يذهب للمحافظة أو رئاسة الحي ويحاول أن يرى كلاً من السلبيات والإيجابيات ومحاولة فهم بنية المحليات فى مصر لأنها تتغير كثيراً من حيث المسئوليات وتعددها والقوانين المنظمة لها.
ويجب معرفة أنه يوجد اجتماع مجلس تنفيذي في المحافظة يعقد مرة في الشهر ويتكون من رئيس الحي ورئيس المجلس المحلى أو من ينوب عنه ومديري الخدمات كلها ويفضل ألا نترك لهم المحليات دون رقابة شعبية وتكون تلك الرقابة أحد أدوار المواطن مثل الذهاب بالشكاوى لهم ومناقشتهم ويحق للمجتمع المدني حضور الاجتماع التنفيذي الذي يعقد مرة كل شهر على مستوى المحافظة ويجب أن يعرف المواطنون أنه توجد سلطتان واحدة تنفيذية معينة وأخرى تنفيذية منتخبة داخل المجلس المحلى.
وللحديث بقية
رئيس حزب الوفد