سلام على روح أمي الراقدة تحت التراب..وتحية اعتزاز وتقدير إلى أمي الثانية التي ربت وسهرت وضحت سنوات طوال لأنعم أنا وأشقائي بطيب الحياة.
إلى نبع الحب والحنان..إلى صوت العقل والحكمة..إلى فيض الأمومة والأخوة..إلى شقيقتي التي اختبرتها الأقدار فتجاوزت كل العقبات بامتياز وعبرت بنا لشط الأمان.
كل سنه وأنتِ طيبة يا أمي… كل سنه وأنتِ سعيدة وفرحانة بأولادك… كل سنه وأنتِ بصحة يا أغلى وأحن وأرق الأمهات.
على الرغم من أمي توفيت إلى رحمه الله منذ ثلاثة وثلاثون عاماً وأنا في بداية عملي الصحفي إلا أن أمي الثانية شقيقتي الوسطي (أم يوسف) تحملت المسئولية وعبء الأسرة كاملة منذ أن كانت طالبة بكلية طب الأزهر بالصف الثاني أي قبل وفاة أمي بشهور بسيطة، تحملت المسئولية مع بداية مرض أمي من مشاكل بيت كامل وهموم الأسرة.
وعلى الرغم من صغر سنها لم تيأس أو تهرب من المسئولية متحججة بدراستها، بل كان رد فعلها مفاجئة لنا جميعا فقد اهتمت بكل شيء وأعطاها الله قوة عجبنا جميعا منها، فقد اهتمت بشئون والدي – رحمه الله – حيث كان مريضاً ويعاني من أمراض مزمنة وأختي الصغيرة التي كانت تدرس في ذلك الوقت في المرحلة الابتدائية، ورغم صعوبة دراستها إلا أنها كانت الأم والصديق لجميع أفراد الأسرة وفضلت الأسرة في بعض الأمور على الدراسة وكانت تعمل كل ذلك بنفس راضية وسعيدة وكانت ألام بالنسبة للشقيقة الصغرى التي نالت منها كل حنان الأم.
أما أنا الشقيق الأكبر كانت تهتم بحياتي وخصوصيات جدا وأنال منها رعاية خاصة كأم وشقيقه وصديق كنت افرغ عندها كل همومي، وتحملت الكثير من الهموم والمشاكل العائلية بجانب دراستها وكانت دائما أم حنون لا يصدر منها إلا كل طيب والاستشارات السليمة والتي تنطبق في طيها مع شرع الله ولا تغضب منك ولا تصدر منها أي أساءه لجاحد وتتحمل الكثير في حياتها المختلفة من اجل إسعاد كل من حولها، وكانت دائما شاكرة وحامدة لله وتستقبل كل شي بصدر رحب.. ورغم أنها أصبحت أما ولها أسرتها وحياتها الخاصة إلا أنها لم تختلف عن السابق مازالت تباشر دورها كأم لنا بجوار أبنائها.
وسعادتي اليوم اكبر لأننا نحتفل بها بجانب احتفالات عيد الأم بعيد ميلادها .. وأقول لها أمام العالم كله كل سنه وأنتِ طيبة يا دكتورة، كل سنه وأنتِ طيبة وسعيدة يا أمي وأختي وصديقتي، كل سنه وأنتِ طيبه يا «أم يوسف» يا أحن وأطيب قلب في الدنيا، واسأل الله رب العرش العظيم أن يجزيكِ خيراً عما فعلتِ وقدمتِ لنا، وأن يسعد الله قلبك بأولادك وتسعدي بهم ويعوضك عما قدمتِ لنا من خير في أولادك، وأتمنى أن تقبلي مني اعتذاري إذا كنت يوما سببت لكِ ألم أ وتعب يا أمي الثانية وكل حياتي؟