غير مصنف

العراق.. فتوى المرجعية تدفع الشباب “الشيعة” إلى الهجرة

دفعت فتوى المرجع الديني، آية الله علي السيستاني، التي أجاز فيها الهجرة إلى دول أوربا، بعد هجرة آلاف العراقيين، شريطة عدم ترك تعاليم الدين الإسلامي، الشباب في المناطق الجنوبية من العراق، التي تعرف بغالبيتها “الشيعية” إلى الالتحاق بركب المهاجرين.

وباتت محافظات الجنوب تشهد إقبالاً واسعاً من قبل المواطنين، خاصة الشباب منهم، على الدوائر الحكومية المعنية بإصدار جوازات سفر؛ وذلك تمهيداً لهجرتهم إلى دول أوروبا عبر البحر المتوسط، والتحاقهم بركب المهاجرين.

طوابير المواطنين أمام مبنى دوائر الجوازات في محافظات جنوب العراق أصبح مشهداً يومياً مألوفاً، حيث يقف مئات المواطنين في طوابير طويلة، تصل لعشرات الأمتار وسط زحام شديد؛ أملاً في الحصول على جواز سفر.

محافظة ذي قار (250 كم جنوب بغداد) تصدر أكثر من ألف جواز سفر في اليوم الواحد لسكان المحافظة، جلهم عزموا الهجرة إلى أوروبا، حسب ما أكده النقيب في وزارة الداخلية أحمد عناد .

وأضاف أنه “نتيجة للكم الهائل من الطلبات التي تتعلق بإصدار جوازات، وجهت وزارة الداخلية إلى استمرار الدوام الرسمي لوجبة مسائية؛ وذلك لوجود زخم كبير”، مبيناً أن “التوجيه تضمن أيضاً عدم تعطيل الدوام الرسمي لعطلة السبت الأسبوعية”، موضحاً أن “الأسباب التي دعت الوزارة إلى اتخاذ القرار هي كثرة المراجعين من أجل الحصول على جواز سفر”.

عمار صباح، أحد سكنة منطقة الرفاعي في محافظة الناصرية (من محافظات جنوب العراق) قال: إن “الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها اليوم دفعتني وغيري للوقوف في طوابير طويلة أمام دائرة الجوازات؛ بغية الحصول على جواز سفر لغرض الهجرة إلى خارج العراق”.

وأضاف: “بعد فتح بعض الدول الأوروبية أبوابها أمام اللاجئين العراقيين أصبح من الصعب الحصول على جواز سفر، حيث بات الأمر أكثر تعقيداً من السابق، ما دفعنا إلى دفع مبالغ تزيد على 500 دولار لسماسرة الجوازات، من الموظفين؛ لتسهيل تسيير المعاملة”.

وتابع أن الأولوية أصبحت “لمن يدفع أكثر (رشوة)، وهذا أمر معروف في جميع مؤسسات الدولة”.

من جهته، قال المواطن حسين الدلفي (27 عاماً) : إن أغلب المواطنين في محافظات الجنوب، يعانون من تردي الأوضاع المعيشية”، لافتاً إلى أن “معاناتنا تفاقمت منذ الاحتلال الأمريكي (عام 2003) حتى يومنا هذا، جعلتنا نتأكد أن لا مستقبل أمامنا في البقاء ببلدنا”.

وأضاف أن “الكثير من الشباب في مناطق جنوب العراق وجدوا في الهجرة إلى أوروبا، خاصة بعد إصدار المرجع الديني السيد السيستاني فتوى تسمح بالهجرة إلى الدول الأوروبية، خلاصاً من المحاصصة الطائفية والولاءات الحزبية، التي دمرت مستقبلنا”.

من جانبه، قال مصدر في وزارة النقل، : إن “كلاً من مطار النجف والبصرة شهدا إقبالاً واسعاً على الرحلات الجوية إلى إسطنبول”، مبيناً أن “غالبية المسافرين هم من الشباب”.

وأضاف أن “أغلب الرحلات إلى تركيا التي كانت قبل أيام قليلة من فتوى السيد السيستاني تحجز من قبل رجال الأعمال لغرض التجارة، ومسافرين لغرض العلاج، أما اليوم فتحجز أغلب المقاعد من قبل الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 عاماً”، في إشارة إلى أن السفر إلى تركيا بقصد العبور منها إلى أوروبا.

وكان المرجع الديني “آية الله السيد علي السيستاني” أجاز في وقت سابق الهجرة إلى دول أوروبا، بشرط ألا يترك المهاجر تعاليم الدين الإسلامي.

وقال في معرض رده على أسئلة وجهت إليه بشأن ظاهرة الهجرة إلى الخارج، إنه “يجوز للمؤمن السفر إلى البلدان غير الإسلامية إذا جزم أو اطمأن بأن سفره إليها لا يؤثر سلباً على دينه”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى