نون – رويترز
أرسل قادة المسلمين في نيوزيلندا اليوم الاثنين، رسائل حب وتعاطف وتقدير للدعم المجتمعي الذي لاقوه بعد الهجوم الإرهابي الذي شنه مسلح على المصلين أثناء صلاة الجمعة في مسجدين بمدينة كرايستشيرش وأسفر عن استشهاد 50 مصليا وإصابة عشرات آخرين.
وقال مصطفى فاروق رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية النيوزيلندية إن المجتمع المسلم يعيش في حالة صدمة وحداد لكنه صامد.
وفي مؤتمر صحفي في مدينة كرايستشيرش التي وقع فيها الهجوم الدامي يوم الجمعة الماضي قال «نعرف أننا نعيش في بلد يرحب بنا ويحبنا. إنه أحد أجمل البلاد في العالم وأكثرها سلمية».
واتهمت نيوزيلندا الاسترالي برينتون تارانت (28 عاما)، المشتبه بكونه من المتطرفين المعتقدين بتميز العرق الأبيض، بالقتل يوم السبت.
وتارانت محتجز على ذمة القضية. ومن المقرر أن يمثل ثانية أمام المحكمة في الخامس من أبريل /نيسان وقالت الشرطة إن من المرجح أن يواجه اتهامات أخرى.
وأشار فاروق إلى أن الرسالة الموجهة للذين ينشرون الكراهية هي أنهم «فشلوا بشكل يرثى له»، مضيفا «لأن ما فعلوه، إن كانوا فعلوا شيئا، هو أنهم زادوا من الحب ومن المشاعر التي نكنها لبلدنا، ولقد رأينا أيضا الفيض الهائل من الحب الذي نسميه أروها هنا في نيوزيلندا»، في إشارة منه إلى كلمة باللغة الماورية تعني الحب.
وعبرت بعض الأسر عن الإحباط لعدم تسليم السلطات معظم الجثث بسبب عمليات التشريح والتحقيقات.
وقالت ريحانة علي منسقة شؤون المرأة في اتحاد الجمعيات الإسلامية النيوزيلندية «هؤلاء الأشخاص ماتوا وهم يصلون، وهم في طريقهم إلى الصلاة في يومنا المقدس، يوم الجمعة، وهم في محيط أماكننا المقدسة. وماتوا في سبيل الإيمان، لذا فإن الإيمان هو جزء من عملية التعافي لأحبائهم».
وعلى مدى اليومين الماضيين وحتى صباح اليوم الاثنين، شارك عشرات الآلاف من الأشخاص في وقفات لتكريم الضحايا في أنحاء نيوزلندا، وجمع موقع لدعم الضحايا أكثر من 5.5 مليون دولار نيوزيلندي (3.8 مليون دولار أمريكي).
وزار مئات الأشخاص موقعي الهجوم وأدوا الأغاني وأحضروا معهم الورود والطعام وقدموا التعازي.
وقالت ريحانة علي لوسائل الإعلام «من خلال كل هذا نحاول أن نتذكر أن الرد على هذه المأساة وهذا الرعب هو إحساس بالتعاطف… الرد على هذه الكراهية الكثيرة جدا كان الحب».