نون – دبي – محمود علام
شهد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس مجلس المناطق الحرة في إمارة دبي مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين جمارك دبي ومجلس المناطق الحرة في دبي لتنفيذ مبادرة «ضمان مخزون البضائع الافتراضي» للشركات والمستودعات الجمركية المرخصة في المناطق الحرة وهي المبادرة الأولى من نوعها على مستوى الدوائر الجمركية في العالم.
ووفق النظام الذي ابتكرته و طورته جمارك دبي فإن المبادرة تهدف إلى دعم وتنمية تجارة إعادة تصدير البضائع من المناطق الحرة إلى الأسواق العالمية، وتقديم الوسائل الداعمة لجعل دبي عاصمة للاقتصاد ومحطة عالمية لخلق الفرص الاستثمارية.
وبموجب هذه المبادرة النوعية سوف تستفيد 18000 شركة و37 مستودعاً جمركياً في المناطق الحرة في إمارة دبي كما سيتم ضخ 455 مليون درهم، عبر إعادة الضمانات الجمركية للشركات ومستودعات المناطق الحرة، وهي 327 مليون درهم ضمانات بنكية، و128 مليون درهم ضمانات نقدية.
وحضر سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة «موانئ دبي العالمية»، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة بدبي، مراسم توقيع مذكرة التفاهم التي وقعها اليوم الدكتور محمد الزرعوني الأمين العام لمجلس المناطق الحرة في دبي وأحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي.
وعقب توقيع الاتفاقية قال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: بعد فترة وجيزة على بدء مجلس المناطق الحرة بدبي تقييم آليات رسم خارطة اقتصادية جغرافية لدبي، وتنفيذاً للبند الثاني من وثيقة الخمسين التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، مطلع العام الجاري، تأتي هذه الاتفاقية؛ التي تفعّل نظام ضمان مخزون البضائع الافتراضي الأول من نوعه على مستوى العالم بالتعاون بين مجلس المناطق الحرة في دبي وجمارك دبي، لترسي دعائم تحقيق البند الثالث من وثيقة الخمسين لإنشاء أول منطقة تجارية افتراضية من نوعها، بما يعزز الجهود المشتركة والمتواصلة التي تبذلها كافة الفعاليات الاقتصادية لتوفير مختلف التسهيلات لقطاعات الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويدعم الاقتصاد المحلي لإمارة دبي، ويعزز مكانتها المتميزة اقتصادياً على الخريطة العالمية.
وأضاف سموه أن مجلس المناطق الحرة بدبي يواصل استشراف أحدث التوجهات المستقبلية للاقتصاد العالمي، وإطلاق مبادرات اقتصادية نوعية سبّاقة، تلبي تطلعات المستثمرين، وتدعم ازدهار القطاعات الاقتصادية، وتوفر بيئة محفزة للنمو، تحقق تنافسية تكاليف مزاولة الأعمال في دبي والدولة، وتوظف أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا وتطبيقات التحول الرقمي لخدمة رواد الأعمال والمشاريع الناشئة والصغيرة والمتوسطة والشركات العالمية انطلاقاً من المناطق الحرة المتخصصة التي جعلت من دبي وجهة جاذبة للاستثمار محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وقال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة «موانئ دبي العالمية»، رئيس مؤسسة الموانئ والجمارك والمنطقة الحرة بدبي : نسترشد بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «رعاه الله»، بتطوير مبادرات وأنظمة محفزة تهدف إلى تسخير كل الإمكانيات لتسهيل مزاولة الأنشطة الاستثمارية دون تعقيد أو عراقيل، ودفع عجلة النمو الاقتصادي ورفع مستوى تنافسيته، وجعل دبي محطة عالمية لخلق الفرص الاقتصادية.
وأشار إلى أن مبادرة «ضمان مخزون البضائع الافتراضي» التي ابتكرتها جمارك دبي تدعم شركات المناطق الحرة لما لها من دور كبير في اقتصاد دبي حيث أسهمت المناطق الحرة بنحو 532 مليار درهم، ما يمثل 41 % من تجارة دبي الخارجية غير النفطية للعام 2018.
وأضاف: نعمل على استدامة دبي بيئة مشجعة وواعدة للمستثمرين، بما يسهم في زيادة مساحات أعمالنا وحجم تأثيرنا الدولي، وذلك من خلال ابتكار خدمات تستشرف المستقبل حيث يعد نظام ضمان مخزون البضائع الافتراضي الأول من نوعه عالمياً وينسجم مع التقنيات الحديثة، ويمهد الطريق الذي تقوده دبي وبقوة نحو إنشاء أول منطقة تجارة افتراضية في العالم، والتي تستهدف 100 ألف شركة، وفق المبدأ الثالث لوثيقة الخمسين، ما يعزز تدفق الشركات اللوجستية والتقنية، والقطاعات الأخرى.
بدوره قال الدكتور محمد الزرعوني، الأمين العام لمجلس المناطق الحرة في دبي: إن مبادرة ضمان مخزون البضائع الافتراضي للشركات والمستودعات الجمركية المرخصة في المناطق الحرة في دبي تعزز الملاءة المالية النقدية المتاحة في متناول الشركات وقطاعات الأعمال الناشطة في مناطق دبي الحرة، وتتيح لها استرداد قيم الضمانات الجمركية وضخها مجدداً في مشاريعها، بما يعزز أعمالها وأنشطتها التجارية، ويدعم قدراتها التنافسية، من خلال زيادة رؤوس أموالها التي تستثمرها، بموازاة تعزيز الحركة التجارية على مختلف المستويات وتطوير قطاعات تصدير الخدمات والبضائع انطلاقاً من المناطق الحرة المتخصصة والمتعددة التي تضمها دبي.
ونوّه الزرعوني إلى أهمية ثقافة الابتكار المستمر التي أرستها دبي وطبقتها المناطق الحرة في الإمارة بشكل عملي ومنهجي، فأسهمت على مدى العقود القليلة الماضية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية في الإمارة والدولة ككل، وعززت موقعها في صدارة مؤشرات التنافسية وسهولة ممارسة الأعمال، حتى أصبحت دبي وجهة عالمية مفضلة للاستثمار والمستثمرين.
ومن جانبه أكد أحمد محبوب مصبح مدير جمارك دبي أن الدائرة تحرص على دعم كل ما من شأنه تعزيز الاقتصاد وتسهيل تجارة دبي، من خلال توفير الخدمات الذكية والأنظمة المتطورة وفق رؤيتها أن تكون الإدارة الجمركية الرائدة في العالم الداعمة للتجارة المشروعة، حيث أسهمت هذه الإجراءات في تعزيز تجارة دبي لتسجل 1.3 تريليون درهم في العام 2018، بالرغم من التقلبات الاقتصادية المتسارعة، مشيراً إلى أن مبادرة ضمان مخزون البضائع الافتراضي لن يقتصر دورها على تحفيز الاقتصاد فحسب، بل ستدفع نحو إسعاد المستثمرين والتجار بتخفيف الأعباء عليهم، حيث حققت جمارك دبي النسبة الأعلى في سعادة المتعاملين بواقع97.5 % بين دوائر حكومة دبي.
وأوضح أن إعادة قيمة الضمانات الجمركية لشركات ومستودعات المناطق الحرة سينعش حجم عملياتهم في دبي حيث من المتوقع إعادة استخدام هذه المبالغ والتي تقارب نصف مليار درهم في أنشطتهم التجارية ما يضمن استدامة النمو و جذب استثمارات جديدة وفق خطة دبي بتخفيف القيود والإجراءات عليهم.