القرار الذي اتخذه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بعدم الترشح لدوره خامسة في انتخابات الرئاسة في بلد المليون شهيد رغم ما حققه من انجازات علي مدار عقدين من الزمان كان قرار صائب وجنب البلد ويلات الفتنه والانقسام رغم انه القرار الأصعب علي الرجل.
والقرار جاء بعد أن شعر بأن الشعب الجزائري يريد التغيير ويريد وجوه جديدة تدير الدولة وجوه تعلم وتعرف أوجاعه وأماله وتعلم ماذا يريد الشعب في الفترة القادمة، قياده قادرة على الحركة وقادرة على إعادة الجزائر إلى محيطها العربي بعد أن عاشت فتره من العزلة عن محيطها .. لذا خرج الشباب والفتيات والرجال والنساء ضد قرار ترشيح بوتفليقة، هذه المظاهرات التي استمرت أكثر من شهر متواصل وكل يوم تزيد قوتها وتزيد أعداد المتظاهرين.
وجاء القرار لينهي حالة الاحتقان التي سادت المجتمع الجزائري وأنهى حاله من الجدل استمرت أكثر من شهر وبقي السؤال الأهم الآن من سيخلف بوتفليقة، وهو سؤال يسأله كل جزائري الآن وفي كل جلسه أو تجمع وفي بيت .. الكل يبحث عن خليفة بوتفليقة
ورغم انجازات بوتفليقة التي انطلقت منذ 20 عاما فقد استلم بلدا مرت بأسوأ 10 سنوات في تاريخها وأطلق عليه العشرية السوداء وكان اقتصادها في ادني مستوي في تاريخها والبطالة في أعلى مستوياتها فنجح خلال فتره حكمه عبور كل هذه المشاكل وأعاد الأمن والاستقرار بعد القضاء علي الإرهاب وإجراء مصالحه تاريخيه بين أطياف الشعب الجزائري وشرع في بناء دوله جديدة وحققت الجزائر لأول مره فائض في ميزانيتها
ولكن مرض بوتفليقة أثار كثير من الأسئلة منها من يحكم هذه البلد الكبرى ومن صاحب القرار وظهرت شائعات عن شخصيات ذات نفوذ تظهر في الساحة منها شخصيات ذات صله قرابة من الرئيس وبدأ الحديث عن الفساد وخصوصا فساد الكبار مما أثار حفيظة الشعب الجزائري وكان مبررا لخروج الملايين في الشوارع ترفض ترشيح الرئيس بوتفليقة لدوره خامسة.
ولأن الرجل لم يريد أن يهدم ما بناه فقرر التنحي رغم ضغوط أصحاب المصلحة في بقائه في الحكم ولأن الجيش الجزائري جيش وطني وانحاز للشعب في فترة محاربه الإرهاب انحاز أيضا للشعب مرة أخرى ونصح الرئيس بالانسحاب من الحياة السياسية بهدوء رغم ضغوط أصحاب المصالح واستجاب الرجل الوطني لنصيحة قادة الجيش.
فما يحدث في الجزائر يحمل دروس كثيرة لكل من يريد أن يعلم دورة الحياة ومن يريد الحكم فالشعوب تريد التغيير دائما مهما كانت انجازات الحاكم ومهما كانت أفعاله وانجازاته خاصة في الدول الجمهورية فقد تكرر هذا الدرس في السنوات العشر الأخيرة في مصر وتونس واليمن وليبيا وكانت الغلبة في النهاية للشعب وفريضة التغيير التي هي سنه من سنن الحياة .. فيجب أن نعي الدرس جيدا في كل مناحي حياتنا
تحيه إلى الرئيس الجزائري وسوف يذكر التاريخ ما قام به من انجازات للشعب الجزائري فقد قاد هذه البلد إلى الأمان وتنحي في وقت أراد الشعب التغيير فاستجاب له