يعتبر السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره – من العلماء الأعلى المجددين في الحوزة العلمية فقد وضع مدرسة أصولية جديدة عرفت باسمه «م مدرسة ابو جعفر » إذ وضع نظريات جديدة في علم الأصول غيرت من الفكر العلمي الحوزوي؛ وعلى الرغم من حداثتها تعتبر مدرسة السيد الشهيد محمد باقر الصدر – قدس سره الطاهر – الآن من أقوى المدارس العلمية في الحوزة وهي تمثل المركز الأول بالنسبة لبقية المدارس؛ فهي مدرسة تمتاز بالمنهج العلمي التطبيقي، بالإضافة إلى استقطابها إلى العديد من طلبة الحوزة ولعل من بين ابرز طلبتها هو السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف الذي مثل هذه المدرسة خير تمثيل بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر – قدس سره – فكان لهذه المدرسة الدور الفاعل في ترقية الحوزة العلمية علميًا بحيث أصبح من يدرس مطالب هذه المدرسة الأصولية ويفهمها ويكون ملمًا بها يصبح هو الأعلم على الإطلاق …
وقد أكد السيد الشهيد الثاني محمد محمد صادق الصدر – قدس سره – على إن من لا يملك أصول أبو جعفر فهو خارج قوس الأعلمية وقال ما مضمونه (من ليس لديه أوصل أبو جعفر أعزلوه خارج قوس كائن من يكون … ومن ليس لديه اصول شيلة وذبه بالزبالة ) وهذا الكلام لم يأت من فراغ أو من نزوة عاطفية بل كان أصله التشخيص الدقيق والمعايشة الحقيقية للواقع الذي عاشته الحوزة العلمية؛ فصار العلم والأعلمية قرين مدرسة ابو جعفر ؛ فكل من فهم مطالب هذه المدرسة ومابنيها الأصولية هو صاحب الكعب الأعلى علميًا…
ولهذا نجد إن السيد الصرخي الحسني هو الأعلم على الإطلاق الآن ليس لأنه من طلبة هذه المدرسة فحسب بل لأنه فهم مباني ومطالب هذه المدرسة ودافع عن آراء ومباني السيد الشهيد الأول – قدس سره – وذلك من خلال البحوث الأصولية العالية التي أصدرها بعنوان « الفكر المتين» والتي تتضمن دفع الإشكالات التي سجلت على أبو جعفر من جهة ومن جهة أخرى سجل في هذه البحوث إشكالات علمية على المتصدين من طلبة مدرسة أبو جعفر وكذلك على مدرسة السيد الخوئي ولم يستطع أحد من دفع هذه الإشكالات لا من المتصدين ولا من طلبتهم؛ بالإضافة إلى إن السيد الصرخي الحسني لديه العديد من البحوث الفقهية الاستدلالية التي فيها العديد من الإشكالات العلمية على بقية المتصدين ممن ادعوا الاجتهاد والأعلمية؛ ويزاد عليها البحوث والمؤلفات المنطقية والفلسفية والتاريخية والعقائدية والتفسيرية والأخلاقية والتربوية ….
فصار المرجع الأعلم السيد الصرخي الحسني هو الممثل الوحيد لهذه المدرسة الأصولية وهو ثمرتها الحقيقية وبالدليل العلمي والشرعي والأخلاقي؛ ومن هنا نوجه دعوى للجميع بأن يطلعوا على هذه البحوث أو إرسالها إلى من يعتقدون بأعلميتهم للإطلاع عليها ومناقشتها نقاشًا علميًا أخلاقيًا وإظهار ما فيها – إن وجد – من ركاكة أو إشكال ..
