نون والقلم

السيد زهره يكتب: نعم يا ظريف.. المنطقة لا تعنيكم

قبل يومين، أجرت قناة تلفزيونية عراقية مقابلة مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف الذي اضطر مؤخرا إلى ابتلاع الإهانة والإذلال والتراجع عن استقالته. ما قاله ظريف خليط من الكذب والخداع والتضليل والسخف والاستفزاز.

بداية، حين تحدث ظريف عن موقف إيران من الدول العربية المجاورة وسياستها في المنطقة، لم يتورع، مثله في ذلك مثل كل المسؤولين الإيرانيين، عن الكذب والتضليل.

ظريف زعم أن سياسة بلاده تجاه الدول العربية المجاورة قائمة على الرغبة في التعاون الإقليمي، وأنها مستعدة للحوار الأمني مع هذه الدول.

يتجاهل وزير الخارجية الإيراني هنا أن بلاده لم تظهر في أي يوم من الأيام أي رغبة في التعاون حقا، بل إن سياستها تجاه الدول العربية لا تقوم إلا على العدوان والتدخلات الإجرامية في الشؤون الداخلية وتشجيع ودعم وتمويل القوى والجماعات الإرهابية.

وظريف يتجاهل أنه لا توجد أي مقومات للحوار أصلا يمكن أن تقبل بها الدول العربية. كيف يكون هناك حوار تقبل به الدول العربية إذا كان النظام الإيراني مصرا على ممارسة كل هذا الإرهاب في المنطقة، ويضمر كل نوايا الشر والعدوان ضد الدول العربية ويعتبر أن ما يقوم به من تدمير وتخريب سياسات ومبادئ ثابتة لا يمكن أن يتخلى عنها؟

وفي الوقت الذي حاول فيه ظريف ارتداء ثوب الحمل على هذا النحو بالحديث عن التعاون والحوار، سرعان ما كشف عن الوجه القبيح للنظام الإيراني. قال: «سياسة إيران في المنطقة ثابتة ولم تتغير، نحن دائما مع شعوب المنطقة في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن وأفغانستان».

ظريف يعترف هنا بأن سياسة إيران قائمة على التدخل السافر في شؤون الدول العربية تحت زعم تأييد الشعوب. هو يكذب أولا، فالنظام الإيراني لا يعنيه أمر الشيعة العرب في شيء، الذين يشير إليهم ظريف باسم الشعوب، إلا بقدر ما هم أدوات يحاول أن يستخدمها لخدمة سياساته العدوانية وأطماعه التوسعية. وثانيا، من أعطى لإيران أصلا أي حق للحديث عن الشعوب العربية، لا الشعوب دعتها، ولا أحد يريدها إلا عملاؤها فقط.

أما ذروة السخف والاستفزاز، فتمثلت في حديث ظريف عن السعودية. قال: «إننا لم نسع إلى حذف المملكة العربية السعودية والدول الإسلامية من المنطقة».

مجرد أن يفكر في استخدام هذا التعبير «حذف السعودية» يجسد ما يضمره ويضمره النظام الإيراني من كره وعداء للسعودية والدول العربية، ويكشف إلى أي حد تصل نواياهم العدوانية التي يضمرونها.

لكن ظريف لم يفكر: من تكون أنت ومن يكون النظام الإيراني حتى تفكر أن بمقدوركم حذف السعودية من المنطقة؟.. أنتم نظام إرهابي ينهار ويتهاوى عاجز حتى عن ضمان بقائه في مواجهة الغضب الشعبي والعزلة الدولية؟

وسرعان ما يكشف ظريف في حديثه عن أحد أسباب غضبه وكلامه العدواني المستفز عن السعودية. يقول إنه قبل خمسة أعوام، أبدى رغبته في زيارة السعودية، وبعث برسائل إلى المسؤولين السعوديين أعرب فيها عن استعداد إيران للتعاون مع الرياض، لكن رد الجانب السعودي عليه، كان: إن المنطقة لا تعنيكم.

طبعا، ظريف يحكي هذا على سبيل الاستنكار والانتقاد للسعودية.

لكننا نقول له: نعم يا ظريف، ما قاله المسؤولون السعوديون لك هو الموقف العربي الذي نقره ونقدره جميعا كعرب.. المنطقة لا تعنيكم.. ليس لكم أي حق للتدخل في شؤونها.. هذه دول عربية شأنها عربي، وما تفعلونه ليس إلا عدوانا سافرا.

هذا هو موقفنا العربي ولا يمكن أن يتغير لسبب بسيط أن النظام الإيراني لن يتغير ولن يتخلى عن تدخلاته وإرهابه وعدوانه إلا مجبرا على ذلك.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى