قال المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية في حفلة عرض أعمال من السينما اليابانية في صالة الفنان الراحل «عباس كيارستمي»، مشيراً إلى منطلق ثقافة الشرق: إن الرجوع إلى الثقافة والحضارة الشرقية يؤدي إلى فهم تاريخ الإنسان ووجوده.
وأفادت العلاقات العامة لمؤسسة الفارابي السينمائية أن حفل افتتاح عرض أعمال السينما اليابانية بمناسبة الذكرى التسعينية للعلاقات الدبلوماسية بين اليابان والجمهورية الإسلامية الإيرانية أقيم مساء الثلاثاء في صالة الفنان الراحل «عباس كيارستمي» بمؤسسة الفارابي السينمائية.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية «عليرضا تابش»، في بداية هذا الحفل، مخاطباً الوزير المفوض للسفارة اليابانية بإيران وأصحاب الثقافة والفن، والضيوف: أرحب بقدومكم في مؤسسة الفارابي السينمائية بمناسبة عرض الأفلام السينمائية الحالية لليابان، وذلك بالتزامن مع الذكرى التسعينية للعلاقات الدبلوماسية بين إيران واليابان.
وذكر، مع أن العلاقات الرسمية السياسية بين إيران واليابان انطلقت منذ إبرام عقد المودة سنة ۱۹۳۰من القرن الماضي، لكن عرى الصداقة والعلاقات التجارية والثقافية تعود إلى السنوات البعيدة جداً؛ صلة تركت بصماتها على كلا الثقافتين والحضارتين.
وأضاف المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية: إن أرض الشمس نیهون( Nihoon) هي مسقط رأس النور والشمس؛ وتذكّرنا كلمة المشرق التي تحمل جذوراً مشتركة مع المصدر والمنبع، بنقطة دقيقة وهي: إذا كان أحد يبحث عن طريقة للوصول إلى المصدر والمنبع (الحضارة الإنسانية) فيجب أن يسير نحو المشرق.
وأردف تابش قائلاً: إن الرجوع إلى الثقافة والحضارة الشرقية يؤدي إلى فهم تاريخ الإنسان ووجوده. ولا تتجه صفات الإنسان الوجودية إلى مسارها ولا تحمل معنى دون معرفة «مشرق النفس». وتتوفر معرفة الوجه الإنساني عن طريق الفهم الصحيح للمشرق وبعد هذه المرحلة يحقق السير نحو «مغرب العقل».
وأضاف: إن الإنسان، كما يقول أحد العظماء، هو «ملتقى مشرق النفس ومغرب العقل». وإن إيران تقع، بالضبط، وسط المشرق والمغرب من الناحية الجغرافية، والتاريخية، والثقافية؛ وقد كان دور الثقافة والحضارة الإيرانية – الإسلامية دور الوسيط والمترجم لفكر وثقافة أخرى، الدور الذي لا يستوعب الوجوه الثقافية فحسب، بل يستوعب الوجوه السياسية والاقتصادية أيضاً.
وأكد المدير التنفيذي لمؤسسة الفارابي السينمائية: أن إيران هي البوابة الرئيسة للمشرق والمغرب، وأن الحوار المباشر يتحقق في الفن. كما أنّ فن التصوير يعرّف المخاطب، عن طريق عرض الزوايا المختلفة من الحياة والرسوم والتقاليد لكل شعب، بثقافة ذلك البلد ويروي كلاماً مألوفاً و«يقول للصديق الرفيق أنباء صاحبه الشفيق»: وحذار أن تتجرع الهموم … فنحن جميعاً من خلصائك في خلوة الأنس، وحدث الصديق الرفيق بأنباء صاحبه الشفيق.
وقال تابش مشيراً إلى عرض عدد من أفلام السينما اليابانية في مؤسسة الفارابي السينمائية: إن عرض الأعمال السينمائية الحالية لليابان هو دعوة إلى استماع حديث الصاحب الشفيق من الصديق الرفيق، وأنا أدعوكم إلى مشاهدة هذه الأعمال السينمائية.
التعرف إلى حياة الشعب الياباني
قال الوزير المفوض للسفارة اليابانية في إيران السيد «تورو موريكافا» في حفل افتتاح عرض أفلام السينما اليابانية في مؤسسة الفارابي السينمائية بمناسبة الذكرى التسعينية للعلاقات الدبلوماسية بين إيران واليابان: أهلاً وسهلاً بكم في حفل افتتاح عرض الأفلام اليابانية. كما تمرّ علينا في هذه السنة الذكرى التسعينية للعلاقات الدبلوماسية بين إيران واليابان. ومع أن العلاقات بين الدولتين قائمة، جعلت سفارة اليابان برامج مختلفة نصب عينيها، وذلك لتطوير مستوى التبادلات المتزايد بين الشعبين.
واستطرد قائلاً: وفي هذا السياق، تؤكد السفارة اليابانية على ضرورة حصول الشعب الإيراني، خاصة الشباب منه، على معلومات حول حياة اليابانيين.
وذكر الوزير المفوض للسفارة اليابانية في إيران: إن مشاهدة الأفلام السينمائية وأفلام الرسوم المتحركة تستطيع أن تعرّف المخاطبين بحياة اليابانيين وثقافتهم. وجدير بالذكر أن مشاهدة شخصيات الأفلام السينمائية تستطيع أن تؤدي إلى التعرف إلى الشعب الياباني ومشاعره أكثر.
وشدّد موريكافا: سيعرض اليوم فيلم «صوت أستاذه» الذي يتمحور حول الفنون الاستعراضية التقليدية في اليابان. ومن خلال مشاهدته، سيتمكن المشاهد من التعرف إلى كيفية تفكير اليابانيين في الحياة، كما سيعرض يوم الأربعاء فيلم «اوشين»، حيث يستطيع المدعوون أن يشاهدوا هذا العمل السينمائي.
وأضاف: سيعرض في الثامن والعشرين من فبراير/ شباط فيلمان حول «القط». إن القط والكلب من أكثر الحيوانات الأليفة المنزلية إقبالاً في اليابان، ويعتبر اليابانيون القط الفارسي من أجمل القطط.
واستطرد الوزير المفوض للسفارة اليابانية: لأفلام الرسوم المتحركة هواة كثر في أنحاء العالم وسنرى في فيلم الرسوم المتحركة الذي سيعرض يوم الخميس، صوراً مميزة من مدينة طوكيو.
وبعد إشادة موريكافا بمؤسسة الفارابي السينمائية والمعنيين بها لعرض أعمال السينما اليابانية في صالة الفنان الراحل عباس كيارستمي»، أعرب عن أمله في أن يستمتع المخاطبون بمشاهدة أعمال السينما اليابانية.
وسيعرض الأربعاء فيلم «اوشين» من إخراج شين توغاشي، والخميس يعرض فيلما «رادولف القط الأسود» من إخراج كنى هيكو يوياما، و«القط الساموراي» من إخراج يوشيتا ياماغوتشي، وذلك في صالة الفنان الراحل عباس كيارستمي.
وحضر في هذا الحفل مساعد الشؤون الدولية لمؤسسة الفارابي السينمائية رائد فريد زاده، ونائب مؤسسة الفارابي السينمائية حبيب ايل بيغي، وأمين السر الأول ورئيس القسم الثقافي للسفارة اليابانية في إيران كامادا، ومسؤول القسم الثقافي كنتا بامه، والمسؤول الثقافي لسفارة اليابان في إيران شيميزو مغومي، والمدير العام للدبلوماسية العامة لوزارة الخارجية سيد علي باكدامن، ورئيس دائرة شؤون التعاون الديني، والثقافي، والفني، والرياضي لوزارة الخارجية «محمد جواد شريعتي»، و«آيدا بناهنده»، و«آناهيد آباد»، و«سيروس حسن بور»، وعدد من أصحاب الثقافة.