أبهرت دولة الإمارات العربية المتحدة العالم أجمع بما وصلت إليه من تقدم ونمو فاق المعدلات العالمية في كافة المجالات، وتحولت الدولة بإماراتها السبع إلى كواكب متلألئة أصبحت نبراسا منيرا وهدفا للباحثين عن التميز والرقي والتقدم .
وهذه المساحة لا تكفي لنتحدث عن دولة بحجم الإمارات التي حققت طفرات متوالية وانجازات خيالية بما تملكه من مقومات راسخة كالجبال أرسي دعائمها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» وسار على نهجه حاكم البلاد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وإخوانهم حكام الإمارات .
اليوم نقتبس شعاع من فيض مدينة أبو ظبي التي تحولت إلى عاصمة للثقافة العربية وقبلة للمثقفين في الوطن العربي، حيث أنشأت المدينة لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، والتي صدرت بقرار من الأمانة العامة للمجلس التنفيذي للإمارة في فبراير 2013 ، بهدف ترسيخ قيم الموروث الإماراتي في الوفاء والولاء للقيادة والوطن، كما تساهم اللجنة في الحفاظ على الموروث الثقافي، وتعمل على إيصال الرسالة الحضارية والإنسانية للإمارات لمختلف ثقافات وشعوب العالم.
وتدير اللجنة العديد من المهرجانات والبرامج التراثية والثقافية التي تلعب دوراً بارزاً في صون التراث، والترويج لممارسته خاصة بين الأجيال الناشئة، وهو ما يسهم في الحفاظ على هذا التراث، ويبرز قيم حب الوطن والولاء للقيادة، ومن هذه البرامج:
♦ شاعر المليون.. وهو البرنامج الذي أعاد الشعر النبطي إلى عصره الذهبي، حيث يحظي بمعدلات مشاهدة مرتفعة ويشكل ظاهرة إعلامية واجتماعية بكل معنى الكلمة، من خلال إدخال الشعر التقليدي إلى عصر الإعلام الحديث.
♦ أمير الشعراء .. وهذا البرنامج أعاد الشعر العربي الفصيح إلى صلب المشهد الثقافي في المنطقة، حيث شكل جسراً بين عشاق اللغة العربية في العالم ، وظاهرة إعلامية غير متوقعة في عصر السرعة والانفتاح والإعلام الجديد.
♦ الشارة التراثي الثقافي.. وهو برنامج يذاع خلال شهر رمضان من كل عام، ويتضمن أسئلة موجهه للجمهور تشمل كافة ميادين الحياة التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة، بهدف المحافظة على الموروث الشعبي الإماراتي واللهجة المحلية، بالإضافة إلى تعريف الشباب بالمصطلحات القديمة وإبقائهم مطلعين على تاريخ دولتهم.
♦ المنكوس.. وهو برنامج خليجي تنافسي لمؤدي المنكوس،يستضيف مشتركين من كافة دول مجلس التعاون الخليجي ليتنافسوا على أداء طارج المنكوس وهو من الفنون الإماراتية والخليجية التراثية لغناء الشعر النبطي.
وتقوم اللجنة بالعديد من الأنشطة الثقافية الأخرى المتنوعة التى تصب جميعها في إثراء الحالة الثقافية ومنها:
♦ مهرجان الظفرة، يقام هذا المهرجان السنوي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة،والذي يختزل روح التراث في هذه المنطقة ويعتبر الملتقى الأبرز في عالم الثقافة البدوية العربية، حيث يعتبر بمثابة حلقة وصل بين الأجيال لإحياء التراث لدى الأجيال الناشئة التي تعيش في بيئة معولمة ومنفتحة على سائر الثقافات.
♦ مهرجان ليوا للرطب، والذي يقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، بهدف تبادل الخبرات الفنية بين المزارعين لزراعة أفضل وأجود أنواع الرطب.
♦ مهرجان الظفرة المائي، والذي يشتمل على المغامرات والألعاب المائية وتشارك فيه نخبة من الرياضيين العالميين.
♦ المعرض الدولي للصيد والفروسية، وهو معرض سنوي فريد من نوعه يستقطب ألاف الزوار من سكان ابوظبي والإمارات ومن الخارج أيضا، حيث يعد تظاهرة ثقافية فنية تراثية بيئية لبعض ابرز مقومات التراث في الإمارات والمنطقة، مثل الصقارة والفروسيّة التي شكلت رمزاً لحضارة الجزيرة العربية في الماضي، ولقيمها الراسخة كالشجاعة والرجولة وصون البيئة والرفق بالطير والحيوان.
♦ مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة، والذي يشكل منصة مشتركة لصقاري العالم، وواحدا من أهم الأحداث العالمية للصقارة، ويقام هذا المهرجان في إمارة ابوظبي مرة كل ثلاث سنوات يشارك فيه وفود من أكثر من 75 دولة، الأمر الذي يجعل منه مكانا يتيح احتكاك وتمازج الحضارات والثقافات والتقاء الشعوب والمنظمات والأفراد المهتمين بالصقارة لدعم هذا التراث والحفاظ عليه وتطويره.
بالإضافة إلى ذلك هناك فعاليات العيد الوطني، أكاديمية الشعر، قناة بينونة التلفزيونية، فرقة أبوظبي للفنون الشعبية، مجلة شاعر المليون، مجلة شواطئ، أكاديمية نيويورك للأفلام، وتشرف اللجنة على المهرجانات والفعاليات الثقافية التي تتواصل على مدار العام.
وخلال هذه الأيام تشهد المدينة كرنفالا ثقافيا كبيرا حيث تقام مسابقة المنكوس بالتوازي مع أمير الشعراء، ويتابع الملايين في الإمارات والوطن العربي سير المسابقات التي تقام على مسرح شاطئ الراحة وتذاع على قناتي الإمارات وبينونة، ويتنافس خلالها خيرة الرجال والشباب في محاولة جادة للحصول على اللقب.
نهاية تبقى كلمة حق لهؤلاء الفرسان المجهولين الذين يعملون في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية ويواصلون العمل على مدار الساعة لتظهر هذه المسابقات والمهرجانات بالوجه المشرف الذي يليق بالمكانة المرموقة الكبيرة التي تحتلها دولة الإمارات العربية المتحدة في كافة المجالات .. تحية شكر وتقدير لكل من يساهم في الحفاظ على التراث والموروثات الحضارية.