عن علي بن الحسين ومحمد بن علي – عليه السلام – انهما ذكرا وصية علي صلوات الله عليه فقال أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام (إلى أن قال عليه السلام) ان رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلى فقال يا علي مر بالمعروف وانه عن النكر بيدك فان لم تستطع فبلسانك فان لم تستطع فبقلبك وإلا فلا تلومن الا نفسك.
الآن وبشكل مختصر جدا نقول للمعترضين على الراب المهدوي : الراب المهدوي وسيلة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ستقول كيف؟ نقول لك ومن الحديث أعلاه هناك أمر وحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إما باليد أو باللسان أو بالقلب؛ والآن كيف تستطيع أن تأمر شباب عن عدم تعاطي المخدرات والخمور؟ هل تستخدم لهم مثلا طور حزين هولا يسمعه بالأساس وتسمعه قصيدة ( انا جويعدة واحتركت عباتي ) ؟! هو لا يسمع هذه القصائد بالأساس بل شباب اليوم متوجه بشكل كبير على كل ما فيه تأثير عليهم والراب بشكل أساس من الأمور المحببة لديهم؛ لذلك استخدمنا هذا الطور في إيصال رسالة لهم نأمرهم من خلالها بترك المخدرات والتخنث والتميع والانحراف وبطريقة هم يحبونها وبذلك أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر …
قد يقول وأين العَبرة وأين الدمعة وأين الحزن؟ نقول هل تهمك الدمعة أو يهمك إنقاذ الشباب من الانحراف؟ بل هل الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم وآل البيت – عليهم جميعا سلام الله تعالى – يريدون البكاء والحزن والجزع أو يريدون الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ هل كان شعار الإمام الحسين – عليه السلام – عندما خرج لمقارعة الظلم والفساد والانحراف هو ( الحزن والبكاء والجزع ) أو كان شعاره ( ما خرجت اشرا ولا بطرا وإنما لطلب الإصلاح في أمة جدي أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ) فنحن أخذنا الجانب الرسالي والإصلاحي من القضية الحسينية وركزنا عليه بشكل كبير أي ركزنا على العِبرة والعضة والنصح والإرشاد وهذا هو الهدف السامي الذي ضحى الحسين –عليه السلام – من أجله ودفع دمه الطاهر فداءً له …
فالراب المهدوي الإسلامي وسيلة – وليس غاية – للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطريقة لمخاطبة الشباب من خلال ما هو محبب لديهم ومن خلاله يمكن مخاطبة عقولهم ونفوسهم فإنقاذ شاب أو مجموعة من الشباب هو خير للإنسان مما طلعت عليه الشمس وغربت … هذا والسلام على من اتبع الهدى …
واسمع هذا الراب المهدوي كنموذج واحكم بالعقل والإنصاف ….