غير مصنف

الأمن وعدم الاستقرار يهددان مستقبل السياحة والاقتصاد بمصر

لم تكن السياحة المصرية قد نهضت من كبوتها حتى أصابتها فاجعة مقتل ثمانية سياح مكسيكيين وأربعة من مرافقيهم المصريين مع إصابة آخرين، منتصف سبتمبر/أيلول الجاري؛ من جراء قصف طائرات مقاتلة ومروحيات قافلتهم في الصحراء الغربية المصرية.

أخبار ذات صلة

وتعاني السياحة في مصر منذ أحداث ثورة “25 يناير” من تدهور شديد، فبعد أن كانت إيرادات السياحة تعد مصدراً أساسياً للعملة الصعبة في البلاد، أوشك ذلك المجال الحيوي أن يوصد أبوابه أمام العاملين به والسياح الوافدين إلى مصر على حد سواء.

الأمن يهدد وجود السياح

محللون أكدوا أن السبب الرئيسي في تدهور قطاع السياحة هو الحالة الأمنية المتردية التي تعيشها مصر، وما تُطلق عليه السلطة المصرية “الحرب على الإرهاب”، وهو ما جعل السياح العرب والأجانب ينفرون من مصر قاصدين أماكن أكثر أمناً واستقراراً.

ورغم غنى مصر بالأماكن السياحية، وتوفر الإمكانيات التي تجعل السياحة في مصر رائدة، فإن ذلك القطاع ما يلبث أن يتعافى ولو قليلاً حتى يتهاوى مرة أخرى.

محمود سعد، مرشد سياحي بمدينة شرم الشيخ السياحية، أكد أن أوضاع السياحة في مصر “سيئة”، وأن أجرة العاملين بقطاع السياحة انخفضت بالتزامن مع انخفاض عدد السياح.

وأشار إلى أن ما تعاني منه مصر من مشكلات أمنية تصيب السياح والعاملين بقطاع السياحة بالذعر.

وتابع: “انتشار أكمنة الجيش والشرطة على الطرقات تدفع السياح للتساؤل عن أسباب وجودها، وقد يدفع البعض منهم للمكوث طوال فترة الرحلة داخل الفنادق”.

وأوضح سعد أن اقتصار رحلة السياح على الإقامة في الفنادق لا تعود بالنفع المادي على المرشدين. مشيراً إلى أن ما يُذاع دائماً في التلفاز المصري وعلى القنوات الرسمية من أن “مصر تحارب الإرهاب”؛ له تأثير سلبي على السياحة ولا يُحفز السائحين على الخروج في رحلات.

وأكد المرشد السياحي أن السياحة في مصر مرت بمراحل انتعاش في أواخر عهد حكم المجلس العسكري وفي حكم الرئيس محمد مرسي، متابعاً: “إلا أن الأحداث الأخيرة والمشكلات الأمنية أدت إلى تدهور السياحة مرة أخرى”.

ولفت سعد إلى أن عدد السياح القادمين إلى شرم الشيخ انخفضت نسبتهم مقارنة بالأعوام السابقة، لا سيما بعدما قامت عدد من الدول بحظر السفر إلى مصر.

وأوضح أن حادث مقتل السياح المكسيكيين سيظهر أثره السلبي على أوضاع السياحة على المدى البعيد، والأفواج السياحية التي حجزت للقدوم إلى مصر.

الاستقرار وتدهور السياحة

من جانبه، أكد نائب نقيب المرشدين السياحيين السابق، معتز السيد، أن السياحة في مصر تمر بوعكة منذ أحداث ثورة 25 يناير 2011، وأن مصر مرت بأحداث نقلت السياحة من أوضاع سيئة إلى سيئة جداً.

ولفت  إلى أن السياحة لم تتعافَ حتى الآن، وأن السياحة والاستقرار وجهان لعملة واحدة.

وأشار نائب نقيب المرشدين السياحين السابق، إلى أنه في العام 2010 زار مصر 14.7 مليون سائح، أضافوا إلى خزينة الدولة 12.5 مليار دولار، بالإضافة إلى الدخل غير المباشر الذي قد يصل إلى أضعاف الإيراد الأساسي.

وبيّن أن العاملين بقطاع السياحة، وبسبب الأوضاع السياحية المتردية، هجروا السياحة، وأن عدد السياح الذين يزورون مصر سنوياً يتراوح بين ستة ملايين وسبعة ملايين سائح، يدرون للدخل ستة مليارات دولار بحد أقصى، أي نصف الدخل الذي كانت تجنيه سابقاً.

القشة التي قصمت ظهر البعير

وأوضح السيد أن “حادث استهداف السياح المكسيكيين على طريق الواحات، والذي نتج عنه مقتل عدد من السياح والعاملين بقطاع السياحة؛ أثر سلباً على وضع السياحة المتردي”.

كما أكد أن عدد من الأفواج السياحية ألغت حجزها إلى مصر بعد الحادث، لافتاً إلى أن تأثير الحادث لا يظهر على أرض الواقع بشكل سريع، وإنما يكون تأثيرها على المدى البعيد.

في السياق ذاته، أكد مساعد أول وزير الداخلية السابق، اللواء محمد نور الدين، أن السياحة كانت قاطرة التنمية في مصر قبل ثورة 25 يناير.

وأشار  إلى أن “حادث مقتل السياح المكسيكيين كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير في البقية المتبقية من السياحة”، مؤكداً أن الحادث سيؤثر سلباً.

وبيّن مساعد أول وزير الداخلية السابق أن “ما يشاع أمنياً عن مصر في الخارج من عدم استقرارها الأمني، وأنها ليست من المناطق الآمنة؛ لا يشجع السائحين على القدوم إلى مصر”.

الأمن يُنعش السياحة

وأكد نور الدين أن “ما تقوم به مصر من حرب على الإرهاب أثر سلبياً على السياحة، وأن الإرهاب الذي يحدث في مصر لا يستهدف السياح وإنما الجيش والشرطة”.

ولفت إلى أن السياحة في العام الذي سبق الثورة المصرية أدخلت إلى الاقتصاد المصري ما يقرب من 14 مليار دولار، في حين أن إيراداتها في العام الماضي كانت 3.4 مليار دولار فقط.

وأوضح نور الدين أن “عودة الأمن لمصر سيعمل على تنمية السياحة، ومن ثم انتعاش الاقتصاد المصري”، لافتاً إلى أن الدولة تبذل جهوداً لعودة السياحة لنصف ما كانت عليه في السابق.

وأشار إلى أن العاملين في السياحة يعانون منذ أربع سنوات من أحوال اقتصادية متردية نتيجة التدهور الحاصل في القطاع، مبيناً أن السياحة الوحيدة المنتعشة في مصر حالياً هي السياحة الشاطئية، رغم أنها أقل الأنواع إفادة للدخل القومي.

أخبار ذات صلة

Back to top button